قد تقرأ في العديد من الأماكن عن نصائح للتخفيف من أعراض القولون العصبي، ولكن هل هذه النصائح ناجحة وعلمية؟!، في هذا المقال ستجد نصائح مبنية…
يُعد التهاب القولون التقرحي أحد أشهر أنواع أمراض التهاب الجهاز الهضمي، وهو مرضٌ مزمنٌ يظهر على شكل التهاباتٍ وتقرحاتٍ في الغشاء الداخلي للأمعاء الغليظة والتي تشمل (القولون والمستقيم)؛ مؤديةً بشكل أساسي إلى حدوث الإسهال الذي قد يكون مصحوبًـا بالدم أو المخاط أو القيح، ويحدث ظهورها تدريجيًا وليس بشكلٍ مفاجئ.
تظهر أعراض القولون العصبي على شكلِ نوباتٍ يكون فيها المرض نشطًا أي أن الأعراض ليست مستمرة، ويُمكن أن تمر على المريضِ فتراتٍ لا تحدث فيها أي أعراض (تتراوح من أيام إلى سنوات)، وتتفاوت شدةُ الأعراض حسب مساحة الجزء المصاب وشدة الالتهاب، كما يُمكن تقسيم الأعراض إلى نوعين:
قد تؤدي الحالات الشديدة إلى إسهال شديد، وارتفاع في درجة الحرارة، بالإضافة إلى فقر الدم وفقدان الوزن.
25% من مرضى التهاب القولون التقرحي تحدث لهم أعراضٌ خارج الجهاز الهضمي.
يُعد التهاب المفاصل هو الأشهر بالإضافة إلى التهابات العيون والجلد، وتأتي الالتهابات الرئوية بدرجة أقل، وعادةً ما تحصل هذه الأعراض بالتزامن مع أعراض الجهاز الهضمي لكنها يمكن أن تحدث منفصلة.
لعل السبب الرئيسي وراء المرض لم يُعرَف بعد، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من نسبة الإصابة، ومن أشهرها:
لتشخيص المرض سيقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة حول تاريخك المَرَضي والعائلي، وإجراء بعض الفحوصات العامة الروتينية.
تشخيص مرض التهاب القولون التقرحي يعتمد بشكلٍ أساسي على وجود إسهال مزمن، بالإضافة إلى التهاب نشطٍ أثناء التنظير، ووجود تغيراتٍ مزمنة في العينة تحت المجهر، إلى جانب بعض الفحوصات الأخرى لاستثناء الأمراض المشابهة.
بشكل عام تعتبر الفحوصات المخبرية غير مُجدية في التشخيص المباشر للمرض، وإنما تستخدم لاستثناء أمراض أخرى كفحص البراز؛ لاستبعاد وجود عدوى قد تكون هي السبب وراء الالتهاب، أو لمعرفة الحالة العامة للمريض، لكن توجد بعض الفحوصات لأجسام مضادة مثل ANCA و ASCA قد تساعد في التشخيص.
ويعد من أهم أدوات التشخيص، حيث يوفرُ للطبيب النظر إلى التغيرات في جدار الأمعاء بشكلٍ واضحٍ ومباشر، لكن من الممكن أن يحدث هنالك تشابهٌ مع أكثر من مرض؛ لذلك يقوم الطبيب بأخذ عينة لفحصها تحت المجهر.
بسبب طبيعة الفحص وتكلفته المادية؛ لا يقوم به الطبيب إلا عندما تكون نتائج الفحوصات الأسهل،والأقل تكلفة غير كافية.
كل هذه الأنواع غير قادرة على إعطاء تشخيصٍ نهائي دون وجود أدوات التشخيص الأخرى؛ لأنها غير قادرة على تحديد سبب الالتهاب والتغيرات بشكلٍ دقيق.
تُعد طريقة سهلة ومتوفرة في أغلب العيادات، ولا تشكلُ أي خطر على المريض، وتُعطي فكرةً مبدئية عن حالة جدار الأمعاء.
تعتبر أدواتٌ جيدة للتشخيص؛ لأنها توفر صورًا ذات جودة عالية لأدق التفاصيل، بالإضافة إلى عدم وجود الخطر الإشعاعي في الرنين المغناطيسي.
ويتم استخدامهُ لتحديد التغيرات الدقيقة في الأوعية الدموية المغذية للأمعاء، والتي قد تعطي فكرة عن شدة المرض وانتشاره.
الإكثار من استخدام المُلَينات (أكثر من ثلاث مراتٍ في الأسبوعٍ لمدة سنة) قد يتسبب في حدوثِ تغيراتٍ في الأعصاب والعضلات الملساء في الأمعاء؛ مما يؤدي إلى حدوث انتفاخاتٍ وآلام في البطن، وعدم القدرة على تفريغ الأمعاءِ بشكل كامل؛ لذلك قد تتشابه بعضُ الأعراضِ والصورِ الإشعاعية والرنين مع التهاب القولون التقرحي.
تتشابهُ بعضُ أعراضِ القولونِ العصبي مع كلٍ من مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، لكنه يتميزُ بعدمِ وجود تغيرات التهابية في أنسجة الأمعاء. بإمكانك القراءة في مقالنا عن متلازمة القولون العصبي .
تُعتبر العدوى من أحد الأسباب الشائعةِ لالتهاب الأمعاء؛ لذلك يجب استثناؤها عند التشخيص، وقد يتم ذلك عادة عن طريق فحص عينة مباشرة من البراز أو زراعتها ثم القيام بفحصها.
لا يوجدُ علاجٌ نهائي لالتهاب القولون التقرحي سوى الجراحة، ولكن الطرق العلاجية الحالية قادرة على إنهاءِ فترة نشاط المرض، وتأخيرِ الدخول فيه مرة أخرى.
تبدأُ الخطة العلاجية ببعض الأدوية المضادة للالتهاب، والتي قد تستخدمُ بشكلٍ موضعي (داخل الأمعاء الغليظة مباشرة) أو عن طريق الفم، بالإضافة إلى أن تغيير النظام الغذائي، ونظام الحياة للمريض كفيلان بتقليل الأعراض.
في حال فشل الخطوات السابقة؛ يقومُ الطبيبُ بعمل محاولاتٍ أخرى عن طريق جرعاتٍ مختلفة أو أدوية مختلفة مثل: مثبطات المناعة، أما بعد فشل العلاج الدوائي بالكامل؛ قد يضطر الطبيب للجوءِ إلى الجراحة والتخلص من الجزء المصاب بسبب زيادة نسبة حدوث سرطان القولون في هذا الجزء.
حيث يعدُ الخيار الأول للطبيب في الحالات البسيطة لقلة أعراضه الجانبية مقارنةً مع بقية الأدوية المستخدمة، ويُمكن استخدامه بشكلٍ موضعي، أو عن طريق الفم، وعند الجمع بين الطريقتين تزداد فاعليته، ويُمكن للمريض أن يلتزم بهذا الدواء مدى الحياة.
2. الكورتيكوستيرويدات:
تُستخدم في حال فشل الأمينوساليسيليت وفي الحالات الأكثر شدة، لكن لا ينصحُ بأخذها على المدى الطويل بسبب أعراضها الجانبية.
3. مثبطات المناعة:
وقد تستغرق فترةً كبيرةً لملاحظة أثرها، وتسبب الكثير من الأعراض الجانبية؛ لذلك يجب إجراء بعض الفحوصات الدورية في حال استخدامها.
هو بروتين يشارك في الالتهاب، وتعتبر طريقة سريعة لتقليل الأعراض والخروج من الفترة النشطة للمرض، وتستخدم عند فشل العلاج التقليدي ويستمر العلاج لمدة 12 شهر.
5. المسكنات:
مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية (NSAIDs): هي عائلة مشهورة من المسكنات ومن أمثلتها الأسبيرين والأيبوبروفين، لكنه لا ينصح باستخدام هذه الأدوية كمسكنات لالتهاب القولون التقرحي؛ لأن ذلك من الممكن أن يزيد من الأعراض؛ لذلك يُمكن تناول مسكن الباراسيتامول كبديل.
يلجأُ الطبيب للعلاج الجراحي كخيارٍ أخيرٍ بعد فشل كل العلاجات السابقة، أو في حال وجودِ سببٍ طارئٍ للجراحة مثل وجود ثقب في القولون، أو حدوث تغيرات سرطانية.
هناك نوعان رئيسيان من العمليات(صور):
يعتبر تضخم القولون السمي من أشهر أسباب الوفاة لدى مرضى التهاب القولون التقرحي، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث سرطان القولون.
بناءً على شدة المرض، ومدة الإصابة، ومدة انتشارها في الأمعاء؛ قد يقترح طبيبكَ عمل فحوصات وتنظير بشكل دوري؛ للتأكد من عدم وجود تغيرات سرطانية أو حدوث تضخم سمي.
بما أن التهاب القولون التقرحي مزمن ولا يمكن الشفاء منه بشكل نهائي الإ بالجراحة؛ حينها يتوجب على المريض أن يتعايش مع المرض بتغيير بعض عاداته اليومية؛ لتتناسب مع المرض، وتقلل الأعراض.
النظام الغذائي:
1. التقليل من الغذاء الذي يحتوي على الألياف؛ وذلك لأن الألياف قد تزيد من الأسهال الموجود أصلاً بسبب المرض.
2. تقسيم الأكل إلى وجباتٍ صغيرةٍ موزعة على اليوم.
3. شُربُ المزيدِ من السوائل مع تجنب المشروبات الغازية.
4. تجنب الوجبات المقلية والدهنية.
5. بعض الأشخاص تزيد لديهم الأعراض بسبب أنواع معينة من الأكل، وتختلف من شخص لآخر؛ لذلك عليكَ الانتباه لنوع الأكل الذي يسبق الأعراض.
العامل النفسي:
الظروفُ المحيطة، كَمَوت شخصٍ قريب، أو فقدان الوظفية، وكذلك الضغوط النفسية مثل القلق والاكتئاب والخوف لا تُعتبر سببًا لالتهاب القولون التقرحي، ولكنها يُمكن أن تزيد من شدة الأعراض؛ لذلك يُنصح بممارسة الرياضة بشكل منتظمٍ، والتخلص من الضغوط لتقليل الأعراض.