مرض كرون

آخر تحديث في
لا يوجد تعلقيات
تدقيق علمي: د. أسامة أبو نار
كتابة: بهاء المبيض
تنسيق: د. عبد العزيز البياري

ما هو مرض كرون؟

هو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية، وهو مرض التهابي مزمن يصيب القناة الهضمية الممتدة من الفم حتى فتحة الشرج، مما يؤدي إلى تقرحات في أي جزء من الجهاز الهضمي، ابتداءً من الأمعاء الدقيقة ثم الغليظة، و عادةً تكون هذه التقرحات غير متتابعة بحيث يمكن ملاحظة مناطق سليمة تماماً بين المناطق المصابة.

يُصيب هذا المرض الرجال والنساء بنفس النسبة تقريباً وفي أي مرحلة عمرية، غير أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة هي ما بين سن 20 إلى 29 عاماً.

ويُعتبر الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، وسكان شرق أوروبا أكثر الناس إصابة بهذا المرض.

يُعاني المريض من أعراض خارج الجهاز الهضمي في مرض كرون بالإضافة إلى أعراض الجهاز الهضمي من اسهال وغيره.

1.      أعراض الجهاز الهضمي

  • إسهال شديد و مفاجئ مما قد يؤدي إلى الجفاف.
  • انتفاخ وآلام متكررة في البطن و خصوصاً في الجزء السفلي و الأيمن من البطن.
  • غثيان وإرهاق شديدين.
  • خروج دم مع البراز.
  • الشعور بالحاجة المستمرة إلى التغوّط والتي قد تصل إلى أكثر من 12 مرة في اليوم.
  • في بعض الحالات قد يصاب المريض بشروخ شرجية أو باسور شرجي.

2.      أعراض خارج الجهاز الهضمي

  • فقدان الشهية وفقدان في الوزن مما قد يسبب مرض فقر الدم (الأنيميا).
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • التهابات في العين.
  • التهابات في المفاصل.
  • التهابات في الكبد.
  • ظهور طفح جلدي وقد تحدث تقرحات جلدية في بعض الأحيان.
  • تكوّن حصوات في الجهاز البولي.
  • تقرحات الفم.
  • بعض المشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب.

لا يوجد سبب واضح حتى الآن، ولكن بعض العوامل التالية قد تزيد من إحتمالية حدوث المرض.

1.      العامل الجيني والوراثي

في حال وجود إصابة سابقة لدى أحد أفراد العائلة فإن إصابة أفراد آخرين تزداد بنسبة كبيرة.

2.      التدخين

المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بمرض كرون، كما أن المدخنين أقل استجابة للعلاج من غير المدخنين، بل قد يؤدي التدخين إلى تفاقم المرض.

3.      نوع الغذاء

الأغذية الغنية بالدهون أو الأغذية المصنعة تزيد من فرصة الاصابة.

4.      الجهاز المناعي

ربما يكون المرض عبارة عن ردة فعل أثناء قيام الجهاز المناعي بالتصدي لغزو جرثومي أو فيروسي، مما يؤدي لحدوث التهابات في الجهاز الهضمي.

5.      العوامل البيئية

السكن لفترة طويلة في منطقة مَدَنيّة، أو على مقربة من منطقة صناعيّة، يزيد من احتمالات الإصابة بمرض كرون.

في بعض الأحيان يصعب تشخيص المرض نظراً لتشابه أعراضه مع العديد من الأمراض الأخرى لذا يلجأ الأطباء للتدابير والفحوصات التالية لتأكيد التشخيص:

  • السيرة المرضية والفحص السريري.
  • نوع الغذاء والأدوية المتناولة خلال الفترات السابقة للمرض.
  • اختبارات الدم وتحليل عينة من البراز.
  • منظار القولون:

    يتم عن طريق إدخال أنبوبة رفيعة مرنة ومزودة بكاميرا من فتحة الشرج إلى الأمعاء الغليظة، ويتم التأكد من التشخيص عند مشاهدة التقرحات المُميِّزة للمرض والتي غالباً ما تكون متفرقة وغير متتابعة في الأمعاء الدقيقة.
  • أشعة الصبغة أو الأشعة الملونة.

1.     التهاب القولون التقرحي

  • يوجد تشابه كبيرٌ بين مرض كرون والتهاب القولون التقرحي؛ لأن كِليهِما من أمراض التهاب الجهاز الهضمي.
  • كرون مرض يتميز بأنه من الممكن أن يصيب أي جزء من الأمعاء بخلاف مرض التهاب القولون التقرحي الذي يتركز بشكلٍ أساسي في الأمعاء الغليظة.
  • تكون أغشيةُ الأمعاء في التهاب القولون التقرحي مصابة بشكلٍ متواصل دون وجود فراغات، أما في مرض كرون فتكون على شكل خطوط مفصولة بمناطق سليمة، لكن أثناء علاج التهاب القولون التقرحي تتكون أجزاء سليمة مما يجعله مشابهٌ لمرض كرون أثناء التنظير.
  • وجود التقرحات في الفم يعتبر من العلامات المميزة لمرض كرون.
  • يَكثُر النزيف في التهاب القولون التقرحي، لكن يتميز مرض كرون بوجود ثقوبٍ في الأمعاء.بإمكانك قراءة مقالنا للمزيد من المعلومات عن التهاب القولون التقرحي

2.     مُشكلات القولون بسبب المُلينات

الإكثار من استخدام المُلَينات (أكثر من ثلاث مراتٍ في الأسبوعٍ لمدة سنة) قد يتسبب في حدوثِ تغيراتٍ في الأعصاب والعضلات الملساء في الأمعاء؛ مما يؤدي إلى حدوث انتفاخاتٍ وآلام في البطن، وعدم القدرة على تفريغ الأمعاءِ بشكل كامل؛ لذلك قد تتشابه بعضُ الأعراضِ والصورِ الإشعاعية والرنين مع التهاب القولون التقرحي.

3.    متلازمة القولون العصبي

تتشابهُ بعضُ أعراضِ القولونِ العصبي مع كلٍ من مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، لكنه يتميزُ بعدمِ وجود تغيرات التهابية في أنسجة الأمعاء. بإمكانك القراءة في مقالنا عن متلازمة القولون العصبي .

4.     عدوى الجهاز الهضمي

تُعتبر العدوى من أحد الأسباب الشائعةِ لالتهاب الأمعاء؛ لذلك يجب استثناؤها عند التشخيص، وقد يتم ذلك عادة عن طريق فحص عينة مباشرة من البراز أو زراعتها ثم القيام بفحصها.

لا يوجد علاج نهائي لمرض كرون ولكن العلاج المتاح يقوم بالسيطرة على المرض ويقلل من حدوث الأعراض.

1.      العلاج الغذائي

  • يُنصح بتناول الأطعمة الصحية الخالية من الدسم والدهون وتكون قليلة الأملاح.
  • تجنب الكحوليات.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالألياف.
  • شرب كميات جيدة من السوائل.
  • تناول وجبات صغيرة أكثر من مرة خلال اليوم بدلاً من الوجبات الكبيرة.
  • تناول غذاء غني بالبروتينات والسعرات الحرارية.

2.      العلاج بالأدوية

  • يبدأ العلاج بأدوية الامينوساليسيليت (Amino-salicylates).
  • البانادول لتخفيف الألم ويجب تجنب بعض الأدوية المخففة للألم والتي تزيد من تفاقم الأعراض مثل الأسبيرين والأيبوبروفين.
  • بعض المضادات الحيوية لتقليل الخُرّاج ومعالجة الإصابات حول المنطقة الشرجية.
  • بعض الأدوية المثبطة للمناعة لتجنب آثار الاستخدام الطويل للستيرويدات.
  • إذا فشل العلاج بالامينوساليسيليت يتم الانتقال إلى العلاج بالستيرويدات.– تتم عن طريق الفم أو الوريد بناء على حالة المريض.
    – تعمل الستيرويدات على تقليل نشاط الجهاز المناعي وعلاج التهابات الجهاز الهضمي.
    – تظهر فاعلية الستيرويدات بعد أيام أو أسابيع، لذا يجب الالتزام بالدواء لفترة تمتد إلى أشهر وعدم التوقف عن استخدامه إلا بموافقة الطبيب.

3.      العلاج البيولوجي

في حال فشل جميع الأدوية يتم اللجوء إلى العلاج البيولوجي والذي يؤخذ عن طريق الحقن الوريدي لفترات طويلة قد تستمر لمدة أشهر أو سنوات.

4.      العلاج بالجراحة  

يلجأ الأطباء إلى العلاج الجراحي عند فشل العلاج بالأدوية أو في الحالات الخطرة والحالات المتقدمة وتكون تحت تخدير كامل للجسم، وتهدف الجراحة إلى إزالة الجزء المصاب وتتم بإحدى الطرق التالية:

  • إقتطاع جزء من الأمعاء، سواءً الأمعاء الدقيقة أو الغليظة.
  • إزالة كامل الأمعاء الغليظة.
  • إزالة الأمعاء الغليظة وجزء من المستقيم.

قد يتسبب الالتهاب المستمر لحدوث أحد الأعراض الآتية

  1. انسداد معوي.
  2. سوء الامتصاص وسوء التغذية.
  3. انفجار الأمعاء.
  4. التهابات في أماكن مختلفة من الجسم وتجمع الصديد.
  • يجب اتباع نظام حياة صحي للتقليل من حدة المرض أو للوقاية منه وهذا النظام يشمل الأغذية والتمارين الرياضية.
  • إذا كانت أعراض المرض شديدة، ينصح بإراحة الأمعاء لأيام أو حتى لأسابيع وتكون بشرب السوائل المغذية فقط أو بعدم تناول أي سوائل أو أطعمة لمدة يحددها الطبيب المختص واستبدالها بسوائل مغذية تؤخذ عبر الوريد.
  • يختلف هذا المرض من شخص لآخر حسب درجة تطور المرض.
  • قد يحصل المرض لمرة واحدة فقط أو يكون مزمناً.
  • من الشائع تكرر الإصابة بالمرض بعد الشفاء منه.

النظام الغذائي:

1. التقليل من الغذاء الذي يحتوي على الألياف؛ وذلك لأن الألياف قد تزيد من الأسهال الموجود أصلاً بسبب المرض.

2. تقسيم الأكل إلى وجباتٍ صغيرةٍ موزعة على اليوم.

3. شُربُ المزيدِ من السوائل مع تجنب المشروبات الغازية.

4. تجنب الوجبات المقلية والدهنية.

5. بعض الأشخاص تزيد لديهم الأعراض بسبب أنواع معينة من الأكل، وتختلف من شخص لآخر؛ لذلك عليكَ الانتباه لنوع الأكل الذي يسبق الأعراض.

الثقافة الطبية الموثوقة:

  • فهمُ تفاصيلِ المرض.
  • الالتزامُ بالخطةِ العلاجية.
  • الابتعاد عن المعلومات الخاطئةِ المنتشرة حول وجود علاجٍ نهائي سهلٍ، ورخيص، وبدون أعراض جانبية للمرض.
  • متابعةُ العلاج بشكل مستمرٍ مع الطبيب، و طرح أي سؤال عليه و العمل بنصيحته.
المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

crossmenu