هو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية، وهو مرض التهابي مزمن يصيب القناة الهضمية الممتدة من الفم حتى فتحة الشرج، مما يؤدي إلى تقرحات في أي جزء…
هو اضطرابٌ وظيفيٌّ في الجهازِ الهضمي، ويتميزُ بتَغيُر حركةِ الأمعاء لدى الأفراد المصابين، والشعورِ بألمٍ في البطن المصاحب للإسهالِ أو الإمساك، إلا أنهُ غير مرتبط بوجودِ تغيرٍ كيميائي، أو التهابٍ في الأمعاء.
مُتلازمة القولون العصبي تُعد من أكثر حالاتِ الجهاز الهضمي تَشخيصًا، حيث أنها تعتبر ثاني أكثر سبب للتغيب عن العمل بَعْد نزلةِ البرد. تُقَدرُ نسبةُ المصابينَ بالقولون العصبي بـ 9.8 إلى 12 % من الناس، ولكن الإحصائيات تُشير إلى أن هنالكَ فقط 15% من المصابين الذين يسعون للحصولِ على مساعدةٍ طبية.
تُعد المرأة أكثَرَ عرضةً للإصابة بالمرضِ من الرجل، كما أن من هُم أصغرُ سِنًّا يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالمرض من الذين تتجاوزُ أعمارهمْ سِن الـ 50 عامًا.
مسمياتٌ أخرى: مُتلازمة الأمعاءِ المتهيجة.
لا تستمرُ الأعراضُ طوال الوقت، وتكونُ على شكلِ نوباتٍ قد تبدأ بعد تناول طعامٍ مُعين، وتزدادُ بوجود أَحَد عوامل الضغط النفسي.
تغير في انتظام حركةِ الأمعاء مما يؤدي إلى:
وقد يخرجُ في بعض الأحيان مخاطٌ مصاحبٌ للبراز؛ إلا أنه من غيرِ المُعتاد وجود دَمٍ في البُراز لدى المُصابين بمتلازمةِ القولون العصبي، ويعتبرُ من الأعراضِ التي تستدعي إجراء فحوصاتٍ طبيةٍ لاستثناءِ أمراضٍ أُخرى.
أمّا بالنسبةِ إلى الأعراضِ السائدةِ لدى الشخصِ المُصاب؛ يتم تقسيمُ المصابينَ بمتلازمة القولون العصبي إلى ثلاثةِ أقسام:
هُناك أعراضٌ إضافية قد تحدثُ مَعَ مرضى القولون العصبي:
1-الفيبرومايلجيا أو Fibromyalgia؛ وهو الشعورُ بألمٍ منتشرٍ في العضلاتِ بشكلٍ عام، بالإضافة إلى الشعور بالإرهاقِ العام.
2- الضَعْفُ الجِنسي.
3- الشعور بالإلحاحِ المتكررِ للتبول: وهو شعورٌ مفاجئٌ بالحاجة للتبول، وقد يزيدُ التبول بشكلٍ عام أيضاً.
4- الأعراضُ المرتبطةُ بالضغط النفسي.
5- الارتجاعُ المريئي (الشعورُ بحموضةِ المعدة).
6- الغثيان، والتقيؤ.
إنَّ السببَ الدقيق وراء متلازمةِ القولون العصبي لا يزال أمرًا مُبهمًا، لكن من النظريات التي قد تفسر سببَ آليةِ الإصابةِ بالمرض ما يلي:
مِنَ العواملِ المرتبطةِ بزيادةِ فرصةِ الإصابة بمتلازمةِ القولون العصبي بعدَ الإصابة بعدوى مِعوية:
صِغَرُ السن، والحُمى الممتدة لفترةٍ طويلة، كذلك القلق والاكتئاب.
المُثيرات/المُهيجات:
1- الطعام: يعدُّ منَ الشائعِ زيادةُ حدّةِ الأعراض بعد تناولِ أطعمةٍ معينةٍ عندَ المصابينَ بالقولونِ العصبي، ولكن حتى الآن لا يوجدُ هنالكَ تفسيرٌ واضحٌ لكيفيةِ حدوثِ ذلك.
– ومن الأطعمةِ المشهورة التي تُسبب الزيادةَ في حِدّة الأعراض لدى مرضى القولونِ العصبي: مُنتجاتُ الألبانِ (التي تحتوي على اللاكتوز)، والبقوليات مثل: الفول، وبعضُ أصنافِ الخضروات مثل: البروكلي، والقرنبيط، والملفوف،والبصل حيثُ أنّ هذه الأطعمة قادرة على زيادة غازاتِ الأمعاء، والتي يمكن أن تتسبب في التشنجات، كما أن بعض الأدوية التي تؤثر على الأمعاء قد تؤدي إلى الزيادة من حِدة الأعراض أيضًا.
2- الهرمونات: بعضُ الأبحاثِ وَجَدَتْ أنَّ الأعراض تتزايد في فترة الدورة الشهرية؛ لذا يجبُ أخذُ التدابير الاحتياطية خلال تلك الفترة.
3- العواملُ النفسية والضغط النفسي: يَزيد كلٌّ منَ الضغطِ النفسي والقلق من حدةِ الأعراضِ لدى الأفراد المصابين بمتلازمة القولونِ العصبي، ولكنها لا تُعد سببًا رئيسيًا في ظُهُورها، وإنما تزيدُ من قوةِ الأعراض.
تَزيد فرصةُ الإصابة بمتلازمة القولون العصبي لدى:
الشباب: تُصيب متلازمة القولون العصبي من هم دونَ سِن الخمسينَ عامًا في أكثر الحالات.
الإناث: الإناثُ أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمةِ القولون العصبي.
الجينات: قد تلعبُ الجينات والعوامل البيئية دورًا بارزًا في الإصابة بمتلازمةِ القولون العصبي.
اضطراباتُ الصحةِ العقلية؛ وقد ذَكرت بعضُ الأبحاثِ أن الضغط النفسي، والتعرض لاعتداء جسدي أو نفسي خلال فترة الطفولة قد يلعب دورًا في حدوث الإصابةِ بمتلازمة القولون العصبي.
لا يوجد هُناك فحصٌ محدد، ولكن قد يقوم الطبيب بالقيام ببعض التحاليلِ لاستثناء الأمراض المشابهة من حيث الأعراض مثل: أمراض الأمعاء الالتهابية، ومرض حساسية القمح، والعدوى المعوية، وسرطان القولون لمن تتجاوز أعمارهم سن الـ50.
التشخيص بشكلٍ عام يعتمد على الأعراض، والفحص السريري، واستثناء الأمراض الأخرى من قِبَلِ الطبيب، وقد يُجري الطبيب فحوصات بسيطةٍ لاستثناء الأمراضِ الأُخرى مثل:فَحْص الدم، أو تحليل البُراز، بالإضافةِ إلى إجراء المنظار لاستثناء أمراضٍ أكثر شُهرة وخطورة خاصةً إذا ظهرت الأعراض بعد سِن الـ 50.
من التحاليل التي سيقومِ بها الطبيب للتأكد من عدم وجود أي مرض آخر في الجهاز الهضمي:
علامات الخطورة التي تستدعي الذهاب إلى الطبيب وإجراءِ الفحوصات:
1- ظُهور المرضِ لأولِ مرة بعد الـ 50 عام.
2- حدوثُ نزيفٍ في الجهاز الهضمي، أو دَمٍ في البراز، أو فَقرُ الدم المرتبطِ بنقص الحديد.
3- حدوثُ الأعراض في الليل.
4- فقدانُ الوزنِ الذي يحدثُ دونَ تفسيرٍ له.
5- أن يكون أحد أفراد العائلة يعاني من أمراض الجهاز الهضمي الالتهابية، أو سرطان القولون.
6- ألمٌ مستمر لا يخف.
إذا وُجِدت لديكَ أيٌّ من هذه الأعراض؛ حاول أن تُسارع بالذهاب إلى الطبيب، فقد تُشير هذه الأعراض إلى أمراضٍ أكثرَ خُطورة.
يوجد تشابه في بعض الأعراض بين متلازمة القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي ومرض كرون، ولكن في ذات الوقت يوجد فرق كبير بينهم، حيثُ أن في متلازمة القولون العصبي، لا يوجد التهاب في جدار الأمعاء كما أنه لا يوجد دم في البراز أو نزيف في الجهاز الهضمي على عكس أمراض الأمعاء الالتهابية.
الإكثار من استخدام المُلَينات (أكثر من ثلاث مراتٍ في الأسبوعٍ لمدة سنة) قد يتسبب في حدوثِ تغيراتٍ في الأعصاب والعضلات الملساء في الأمعاء؛ مما يؤدي إلى حدوث انتفاخاتٍ آلام في البطن، وعدم القدرة على تفريغ الأمعاءِ بشكل كامل.
تُعتبر العدوى من أحد الأسباب الشائعةِ لالتهاب الأمعاء؛ لذلك يجب استثناؤها عند التشخيص، وقد يتم ذلك عادة عن طريق فحص عينة مباشرة من البراز أو زراعتها ثم القيام بفحصها.
لا يوجد علاجٌ نهائيٌّ حتى الآن لمتلازمة القولون العصبي، وجميعُ طرقِ العلاجِ تستهدفُ تخفيفَ الأعراض، كما أن السيطرة على الأعراض باتباع إرشادات الطبيب تُعتبر أمرًا مُمكنًا.
إذا كانت حالتكَ متوسطة نسبيًا؛ سيقوم الطبيب عادةً باقتراحِ تغيراتٍ على نظامكَ الغذائي بدلًا من استعمالِ الأدويةِ كخَيارٍ أول. يُمكنك قراءتها في قسم التعايش مع المرض.
إذا كُنت تُعاني من أعراضٍ شديدة، أو لم تتم السيطرة عليها؛ حينها سيلجأ الطبيب إلى استخدام أدويةٍ تُساعد في إزالةِ الأعراض، حيثُ أنه لا يوجد دواء يُعالج سبب المتلازمة، إلا أنّ هذهِ الأدوية تُعالج الأعراض فقط.
1. في حالات الإمساك قد يلجأ الطبيب إلى أحد هذه الأدوية:
تم السماحُ في عام 2012 باستخدامِ هذا الدواء للمصابينَ بمتلازمةِ القولونِ العصبي، والذين تتجاوزُ أعمارهم سِن الـ 18. حيث يعملُ على زيادةِ إفرازِ السوائلِ في الأمعاء؛ لتسهيل عملية الإخراج، كما أن ثمنهُ مرتفعٌ نسبيًا مقارنةً بالأدوية الأخرى، إضافةً إلى ذلك، تَسعى الأبحاثُ أيضًا لتحديدِ مدى الأمان، والتأثير على الاستخدام للمدى الطويل.
2. أما إذا كانَ الإسهالُ هو السائدُ في الأعراضِ الموجودةِ لديك، فقد يلجأ الطبيب إلى أحد هذه الأدوية:
مضادات الإسهال: بمختلفِ أنواعها مثل: لوبيرامايد (loperamide)، أو لوموتيل(Lomotil)، تساعد على تقليل حركة الأمعاء، والتخفيف من الإسهال، وعادةً ما يقترحُ الطبيبُ تناولَ هذهِ الأدويةِ عند الحاجةِ فقط.
3. وللسيطرةِ على الألمِ والانتفاخ، يلجأُ الطبيبُ لاستخدام:
مضادات التقلص: تعملُ مضاداتُ التقلصِ على التقليلِ من انقباضات القولون، والتخفيفِ من الأعراض: كالآلام، والغازات، والانتفاخ الذي يظهر بعد تناول الطعام، وتُستخدم هذه الأدوية عند الحاجة، أو عند توقع ظهور الأعراض (لتناول طعام معين مثلًا) وعلى المدى القصير، ومن الأمثلة عليها:
4. الريفامبسين (rifaximin):
وهو مضادٌ حيوي قد يلجأ إليه الطبيبُ لعلاجِ المرضى الذينَ لا يعانون من الإمساك في حال عدم التحسن بعد استخدام الوسائل الأخرى خاصةً من كان يعاني من الانتفاخ.
5. مضاداتُ الاكتئاب ثلاثية الحلقات؛ يتم استخدامها بجرعات منخفضة في القولون العصبي لأنها تقللُ من آلامِ البطن، وتبطئُ من حركة الأمعاء؛ لذا يجب الحذر عند استخدامها من قِبل المرضى الذين يعانون من الإمساك. يبدأ العلاج بهذا النوع من الأدوية بجرعاتٍ منخفضةٍ، وزيادة تدريجية للجرعة مع الوقت، لذلك قد لا يظهر التأثيرُ العلاجي الكامل إلا بعد 3 إلى 4 أسابيع.
ومنَ الأعراضِ الجانبيةِ الشائعةِ لهذا الدواء: الشعورُ بالهزلِ، أو النعاسِ الشديد، قد يساعد ذلك على النوم عند أخذ الدواءِ مساءً.
6. مضادات القلق: مِثل: ديازيبام (Diazepam) وغيره
قد تستخدم أحيانًا بوصفةِ من الطبيب للتخلص من القلق الذي يزيد من حدة الأعراض، ولكن لا تُستخدم هذه الأدوية إلا لفترةٍ قصيرةٍ بسببِ أعراضها الجانبية المرتبطة بالإدمان.
7. ليبراكس ، بوكسيديوم: يدخل مركبان في تكوينِ هذا النوعِ من الدواء، وهما كلُورْدِيازِيبُوكسيد، وكليدينيوم بروميد (Chlordiazepoxide and Clidinium bromide)، حيثُ أنّ المُركب الأول يعتبر مهدئًا للتقليل من القلق، ويعمل على تهدئة الدماغ، أما المُركب الثاني، فهو من مضاداتِ الكولين، حيثُ يعملُ على تقليلِ التقلصاتِ المعوية التي تسببُ الألم.
اتبِـع تعليماتِ الطبيب عند تناولِ هذه الأدوية، حيث أنّ التوقف عن تناولِها فَجأةً قد يسببُ أعراضًا انسحابيةً مثل: تشنجات في المعدة، وتشنجاتٍ في العضلات، والاكتئاب، والتقيؤ، وصعوبة في النومِ والتعرّق، والتـزمْ بالمُدةِ المُقترحة من قِبلِ الطبيب، حيث أن تناول هذا الدواء على المدى الطويل؛ قد يُسبب نوعًا من الإدمانِ لدى الفرد، كما أن استخدام هذا الدواء مع المورفين، ومشتقاته من الأدوية؛ قد يُنْتِج أعراضًا خطيرة تتسببُ في الموت، فأخبر طبيبكَ عن أي دواءٍ تستخدمه دائمًا.
8. الوستيرون (Alosteron):
هو دواءٌ يبطئُ حركةَ الأمعاءِ، ويقللُ منَ الإحساس بالألم عن طريق منع عمل هرمون السيروتونين في الأمعاء، وقد تم سحبُ الدواءِ من الأسواقِ بعد فترةٍ قصيرةٍ من السماح به؛ بسبب الأعراض الجانبية الخطيرة، أما الآن، فيُعطى الدواء فقط للنساءِ اللاتي يعانينَ من متلازمةِ القولون العصبي ضمن نمطِ الإسهالِ السائدِ الشديدِ الذي لم يتجاوب مع أي إجراءات أخرى تحت شروط مخصصة، ومن أطباء محددين، أي كخطٍ أخيرٍ للسيطرةِ على الأعراض.
على الرُّغم من أن المرض قد يتسببُ في حدوث ضغطٍ نفسي، وعدم الشعور بالراحة بسبب الأعراض، إلا أن معظم الناس الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي لا تنتج لديهم ظروف صحية خطيرة على المدى الطويل، كما أن معظم الناس يصبحون قادرين على السيطرة على أعراض المرض؛ لذلك يُنصح بمراجعةِ الطبيب عند تَغَير طبيعة الأعراض، أو ظهور أعراضٍ جديدة.
ما ذكرنا سيقوم الطبيب عادةً باقتراحِ تغيراتٍ على نظامكَ الغذائي بدلًا من استعمالِ الأدويةِ كخَيارٍ أول. لهذا يجب أن تكون لديك معلومات كافية عن كيفية التعايش مع المرض وتوظيف هذه النصائح في حياتك، فيما يلي ملخص لهذه النصائح بشكل عام:
للمزيدِ من المعلوماتِ المفصّلة عن التعديلات الغذائية الخاصة بمرضى القولون العصبي، اقرأ مقالنا 10 نصائح لمرضى القولون العصبي.
الثقافة الطبية الموثوقة: