دراسة جديدة تدعو إلى إعادة النظر في القوانين التي تسمح بتداول القنب وبيعه بشكل قانوني

آخر تحديث في
لا يوجد تعلقيات
تدقيق علمي: د. علاء الفروخ
أخصائي الطب النفسي والإدمان
كتابة: روان عياد
تدقيق لغوي: أفنان النجار

سيعرض هذا المقال نتائج دراسة نُشرت في مجلة , THE LANCET Psychiatry التي ناقشت مساهمة القنب cannabis في ظهور حالات ذهان جديدة في أوروبا.

في البداية لا بد من توضيح بعض المصطلحات ليسهل فهمها:

الذهان: هي حالات عقليّة يحدث فيها خللٌ ضمن التفكير المنطقي، أو الإدراك الحسي، فهو حالة من فقدان الاتّصال مع الواقع حيث يصعب على المرضى تمييز الحقيقة من الخيال. أعراض الذهان تشمل الهلوسة و الوهم بالإضافة إلى كلام و تصرفات غير مفهومة. والذهان قد يكون عرضاً لبعض الأمراض العقلية مثل الفصام و الاضطراب ثنائي القطب, أو ناتجاً عن الكحول و المخدرات.

القنب والمعروف ايضا بالقنب الهندي هي نبتة لها مفعول مخدر, وتعد من أكثر أنواع المخدرات انتشاراً, وله استعمالات علاجية. ومن منتجات النبتة:

  1. الماريجوانا وهي الأوراق والأزهار والسيقان والبذور المجففة من نبات القنب.
  2. الحشيش وهو منتج آخر يحتوي على صمغ (resin) ينتجه النبات. وللأسف فهو متداول بشكل كبير بالدول العربية.

القنب ذو الفعالية العالية: المادة الفعالة الرئيسية في القنب هي المركب الكيميائي العضوي رباعي هيدرو كانابينول, والمعروفة بـ THC وهي المسؤول الرئيسي عن أعراض الذهان. وقد عرَّفت الدراسة القنب ذو الفعالية العالية بذلك الذي تتساوى أو تزداد فيه نسبة الـ THC عن 10% .

القنب ذو الفعالية المنخفضة: هو القنب الذي تقل فيه نسبة THC عن 10%.

مقدمة

شملت الدراسة 901 مريض أعمارهم من 18 – 64 ظهرت عليهم أعراض ذهان جديدة من 11 منطقة مختلفة في أوروبا, وقد قورنوا مع1237  شخص اختيروا عشوائياً من نفس المناطق, لم يسبق تشخيصهم أو علاجهم للذهان (مجموعة المقارنة). وكان من الواضح أن الاستخدام اليومي للقنب مرتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالذهان مقارنة بالأشخاص الذين لم يسبق لهم تعاطي أي نوع من القنب. والنسبة تزداد 5 أضعاف إذا كان القنب المستخدم يومياً ذا فعالية عالية. و أشير أيضا أنه في حالة لم يكن القنب ذا الفعالية العالية موجوداً لَأَمكننا تجنب 12.2% من حالات الذهان الجديدة في أوروبا عامة, وتجنب 30.3% من الحالات في لندن و50.3% من الحالات في أمستردام.

الاستخدام اليومي للقنب

ظهور حالات ذهان جديدة ارتبط باستخدام القنب اليومي (سواء ذا فعالية منخفضة أو عالية) بنسبة 29.5% مقارنة بنسبة 6.8% من مجموعة المقارنة. أما عن القنب ذا الفعالية العالية فارتبط بأعراض الذهان الجديدة بنسبة 37.1% في مجموعة الدراسة مقابل 19.4% في مجموعة المقارنة.

متعاطوا القنب بشكل يومي معرضون للإصابة بأعراض ذهان جديدة 3 مرات أعلى من غير متعاطي القنب, أما عن متعاطي القنب ذي الفعالية العالية بشكل يومي فالنسبة تزداد إلى 5 أضعاف الشخص الذي لم يسبق له تعاطي القنب.

ما نسبة الذهان التي يمكن تجنها؟

1 من كل 5 حالات ذهان جديدة تم ربطها بتعاطي القنب بشكل يومي (20.4%), بينما 1 من 10 حالات ارتبطت بتعاطي القنب ذي الفعالية العالية (ليس بالضرورة بشكل يومي) (12.2%).

و لنفترض أن القنب ذو الفعالية العالية اختفى من مدينة أمستردام فإن عدد حالات الذهان سينخفض إلى النصف! وفي لندن فإن عدد الحالات سيقل أكثر من الثلث.

خاتمة

و في النهاية نرى أن هذه الدراسة توافق دراسات سابقة ربطت بين التركيز المرتفع للـTHC  في القنب و مشتقاته وبين الضرر على صحة العقل. ولكن يجدر الإشارة على بعض نقاط الضعف في الدراسة وأهمها:

  1. أن الباحثين لم يقوموا بقياس نسبة الـTHC بل اعتمدوا على كلام المرضى, أو نوع القنب الرائج بالمنطقة.
  2. تمت المقارنة بين متعاطي القنب وحالات الذهان على مجموعات صغيرة في مختلف المناطق.

وأخيرا يأمل الباحثون أن يُعاد النظر في القوانين التي تسمح بتداول القنب وبيعه قانونياً في بعض المدن الأوروبية, كما نأمل نحن أن نوعي الشباب بخطورة تعاطيه على صحتهم العقلية.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

crossmenu