التهاب المفاصل الروماتويدي

آخر تحديث في
لا يوجد تعلقيات
تدقيق علمي: د. أنس مهنا
أخصائي أمراض الروماتيزم والمفاصل
كتابة: د. عبد الرحمن سرور
تدقيق لغوي: نسرين ابو هنطش
تنسيق: مجد اللالا

الاسم باللغة الإنجليزية:Rheumatoid Arthritis (RA)
الأسماء الأخرى: روماتويد

التعريف

التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) هو مرض التهابي مزمن، أسبابه غير معروفة وتنطوي في المقام الأول على المفاصل الزلالية، ويصنف أيضًا بأنه أحد أمراض المناعة الذاتية، وعادةً ما يكون التهاب المفاصل متناسقًا (حيث يؤثر على المفصل اليمين واليسار في نفس الوقت)، وإذا لم يتم التحكم فيه قد يؤدي إلى تدمير المفاصل بسبب تآكل الغضاريف والعظام، مما يسبب تشوهات في المفاصل.

يتطور المرض عادةً من الأطراف إلى المفاصل القريبة، وينتج عنه إعاقة حركية كبيرة في المرضى الذين لا يستجيبون تمامًا للعلاج وذلك في غضون عشرة إلى عشرون عامًا. ويظهر عادةً مع بداية تدريجية كمرض متعدد المفصل، ولكن قد يظهر لبعض المرضى مع بداية حادة بمشاركة مفصلية متقطعة أو مع مرض أحادي المفصل.

تَحدث الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي عندما يُهاجم الجهاز المناعي الغشاء الزليلي الذي يمثل بطانة الأغشية المحيطة بالمفاصل، يُؤدي الالتهاب الناتج إلى زيادة سُمك الغشاء الزليلي الذي يُمكن أن يُدمّر الغضروف والعظام داخل المفصل، ويُضعف ويُمدد الأوتار والأربطة التي تَحمل المفصل معًا تدريجيًّا، وإلى فقدان المفصل شكله ومحاذاته. لم يَعرف الأطباء سبب بدء هذه العملية على الرغم أن المكوّن الجيني غالبًا هو المسبب، وقد تلعب العوامل البيئية والهرمونية أدوارًا مهمة في الإصابة بالمرض وقد يكون للعدوى ببعض الميكروبات دور أيضًا.

تتضمَّن العوامل التي قد تَزيد من خطر إصابتكَ بالتهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:

  1. الجنس: النساء أكثر عرضةً للإصابة به من الرجال
  2. العمر: يَحدُث في أي عمر، لكنه شائع بدايةً من منتصف العمر حيث متوسط عمر الإصابة من 35 – 50 سنة
  3. تاريخ العائلة: يَزداد خطر الإصابة إذا كان أحد أفراد عائلتكَ مصابًا به
  4. التدخين: يَزيد تدخين السجائر من خطر الإصابة أيضًا
  5. التعرُّض البيئي: قد يَزيد من خطر الإصابة التعرُّض لبعض المواد مثل الأسبستوس، والسيليكا
  6. السِّمنة: المصابون بالسمنة أكثرُ عرضةً لخطر الإصابة خصوصًا النساء في عمر 55 أو أصغر

فد تتضمَّن علامات وأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي ما يلي:

  1. آلام، وتورم، وانتفاخ، وحرارة في المفاصل
  2. تيبّس المِفصل، والذي يكون في أوجه صباحًا وبعد فترة من عدم النشاط
  3. التعب، والحُمَّى، وفقدان الوزن
    4. الحد من الحركة، وتشوهات في المفاصل

يَميل التهاب المفاصل الروماتويدي في بادئ الأمر إلى إصابة المفاصل الصغيرة أولًا، وخاصة المفاصل التي تَصِل بين الأصابع واليدين، وأصابع القدم بالقدم، ومع تقدُّم المرض تنتشر الأعراض إلى مفصلَي الرُّسْغ، والركبة، والكاحل، والمِرْفق، والفخذ، والكَتِف. وفي معظم الحالات، تَحدُث الأعراض في نفس المفاصل لكلى الجانبين من الجسم.

يُواجه حوالي 40% من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي علامات، وأعراض بعيدة عن المفاصل، وقد يُؤثِّر الالتهاب على العديد من الأعضاء غير المِفصلية، ومنها: الجلد، والعينان، والرئتان، والقلب، والكلى، والأعصاب، والأوعية الدموية.

تتباين علامات وأعراض الالتهاب المِفصلي الروماتويدي في الحِدَّة، وقد يأتي ويذهب

أي تتناوب فترات تَزايُد نشاط المرض، وتُدعى فترات التأجُّج مع فترات التَّعافِي النسبية وذلك عندما يَقلُّ أو يختفي التورُّم والألم، ومع مرور الوقت قد يتسبَّب في تشوُّهه وتغيُّر مكانه.

من الصعب تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي في مراحل مبكِّرة؛ لأن العلامات، والأعراض الأولية تُشبِه أعراض العديد من الأمراض الأخرى. يعتمد التشخيص على الفحوصات الآتية:

الفحص البدني

فحص المفاصل بحثًا عن التورُّم، والاحمرار، والحرارة، وأي علامات لها علاقة بالاتهاب.

السائل الزليلي

فحص السائل الزليلي في المفاصل المصابة عادة ما يكشف عن وجود التهاب، مع عدد كريات الدم البيضاء عادةً ما بين 1500 و25000 / ميكروليتر، تتميز بغلبة الخلايا النووية متعددة الأشكال، أما النتائج الإضافية في السائل الزليلي RA هي انخفاض مستويات الجلوكوز، وانخفاض مستويات C3 وC4، ومستويات البروتين التي تقترب من مستويات المصل.

مؤشرات وجود الالتهاب

ارتفاع معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR)، والبروتين التفاعلي سي (CRP)، في الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي يُشير إلى وجود عملية الْتهاب في الجسم.

 الأجسام المضادة

الأجسام المضادة للعامل الروماتيدي (RF)، وببتيد السِّيتْرولين المضاد للحلقات ((ACPA.

فحص الدم (CBC)

ممكن أن ينتج عن المرض النشط للالتهاب الروماتويدي فقر الدم الناتج عن الالتهاب المزمن، وكثرة الصفيحات، وزيادة عدد كريات الدم البيضاء.

الفحوص التصويرية

الأشعة سينية X-Ray، التصوير بالرنين المغناطيسيMRI، والموجات فوق الصوتية US تظهر بتضييق مساحة المفاصل وتآكل العظام.

  1. التهاب المفاصل الفيروسي Viral polyarthritis
  2. الذئبة الحمراءSLE
  3. التهاب المفاصل التفاعلي  Reactive arthritis
  4. لايم التهاب المفاصل Lyme arthritis
  5. التهاب المفاصل الصدفية Psoriatic arthritis
  6. التهاب المفاصل البلوري Crystalline arthritis
  7. التهاب المفاصل المعدي IBD arthritis
  8. فيبروميالغيا الروماتيزمية  Fibromyalgia rheumatica

التهاب المفاصل الروماتويدي يزيد من خطر إصابتك بالتالي:

هشاشة العظام

يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام (وهو حالة تُضعف العظام وتجعلها أكثر عرضة للكسر)، بالإضافة إلى بعض الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

العقد الروماتويدية

نتوءات صلبة من نسيج تتشكل غالبًا حول نقاط الضغط مثل المِرفَقين، ويمكن أن تتشكل هذه العقد في أي مكان في الجسم بما في ذلك الرئتان.

جفاف العينين والفم

يكون المصابون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة شوغرن، وهي اضطراب يقلل من مقدار الرطوبة في العينان والفم.

حالات العدوى

يمكن لالتهاب المفاصل الروماتويدي بالإضافة للعديد من الأدوية المستخدمة لمكافحته إضعاف الجهاز المناعي؛ مما يؤدي إلى زيادة حالات العدوى.

متلازمة النفق الرسغي

إذا أصاب التهاب المفاصل الرسغين، فقد يضغط الالتهاب على العصب المسؤول عن وظائف اليدين والأصابع.

مشكلات في القلب

قد يؤدي الالتهاب إلى زيادة خطورة تصلب وانسداد الشرايين بما في ذلك التهاب الغشاء المحيط بالقلب.

أمراض الرئة

الأشخاص المصابون بالاتهاب أكثر عرضة لخطر الالتهاب والندوب في أنسجة الرئتين؛ مما قد يؤدي إلى ضيق تدريجي في التنفس.

الورم الليمفاوي

يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالورم الليمفاوي، وخاصة ليمفوما اللاهيدجوكين.

لا يوجد علاج لالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن تُشير الدراسات السريرية إلى أن التعافِي من الأعراض يَحدُث بصورة أفضل عند بَدْء العلاج مُبكِّرًا بالأدوية المضادة للروماتيزم والتي تُغَيِّر مسار المرض (DMARDs)، كما أن للجراحة، وتغيير نمط الحياة دور في العلاج أيضاً.

العلاج الدوائي

تعتمد أنواع الأدوية التي يوصي بها الطبيب على شدة الأعراض ومدة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: يمكن أن تخفف مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) الألم وتقلل من الالتهاب، ومن ضمن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي يمكن الحصول عليها دون وصفه طبية: إيبوبروفين ونابروكسين، وقد تشمل الآثار الجانبية تهيج المعدة ومشكلات القلب وتلف الكلى
  • الستيرويدات: تقلل أدوية الكورتيكوستيرويد مثل: البريدنيزون، من الالتهاب والألم وتُبطئ تلف المفاصل، ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية ترقق العظام، وزيادة الوزن وداء السكري
  • العقاقير المضادة للروماتيزم المُعدلة لسير المرض (DMARDs): يمكن لهذه الأدوية إبطاء تقدم التهاب المفاصل الروماتويدي والحفاظ على المفاصل والأنسجة الأخرى من التلف الدائم، وتشمل هذه الأدوية: ميثوتريكسات، لفلونوميد، هيدروكسي كلوروكين وسلفاسالازين، تختلف الآثار الجانبية ولكنها قد تشمل: تلف الكبد، وكبت نخاع العظم، وحالات عدوى شديدة في الرئة
  • العلاجات البيولوجية: المعروفة أيضًا بإسم معدلات الاستجابة البيولوجية، وهذه الفئة الجديدة من العقاقير المضادة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض (DMARDs) تشمل: أباتاسيبت، أداليموماب، أناكينرا، باريسيتينيب وغيرها

يمكن لهذه العقاقير أن تستهدف أجزاء من الجهاز المناعي الذي يحفز الالتهاب الذي يتسبب في تلف المفاصل والأنسجة، وتزيد هذه الأنواع من العقاقير أيضًا من خطر الإصابة بحالات العدوى، ويمكن للجرعات الأعلى من توفاسيتينيب زيادة خطورة جلطات الدم في الرئتين، وعادة ما تكون العقاقير المضادة للروماتيزم المُعدِّلة لسير المرض (DMARDs) البيولوجية أكثر فعالية عندما تقترن بالعقاقير المضادة للروماتيزم المُعدلة لسير المرض (DMARDs) غير البيولوجية، مثل: ميثوتريكسات.

العلاج الجراحي

إذا فَشِلت الأدوية في منع، أو إبطاء تَلَف المِفصل، تساعد الجراحة في استعادة القدرة على استخدامه، كما يمكن أيضًا أن تُقلِّل من الألم، وتحسِّن من وظيفته.

وقد تَشمَل جراحة التهاب المفاصل الروماتويدي واحدًا أو أكثر من الإجراءات التالية:

  • اسْتِئْصالُ الغِشاءِ الزَّليلِيِّ: وهي عملية جراحية لاستئصال البطانة المُلتهبة للمِفصل (الغشاء الزليليِّ)، ويُمكن إجراؤها في الركبتين، والمرفقين، والرسغين، والأصابع، والوركين
  • إصلاح الأوتار: قد يُسبِّب الالتهاب وتَلَف المفاصل؛ تَلَف الأوتار حول المِفصل، أو جعلها مُفكَّكة، أو مُمزَّقة
  • التحام المِفصل: قد يُوصَى بإجراء الالتحام الجراحيِّ للمِفصل لتحقيق الاستقرار، أو إعادة تنسيق المِفصل، ولتخفيف الألم عندما لا يكون استبدال المِفصل خيارًا مُتاحًا.
  • استبدال المِفصل بالكامل: وهنا يَستأصِل الجرَّاح الأجزاء التالفة من المِفصل، خلال جراحة ويُدرَج بِدْلَة مصنوعة من المعدن والبلاستيك، وتنطوي الجراحة على خطر النزيف والعدوى والألم

تغيير نمَط الحياة والعلاجات المنزليَّة

يُمكن أن يُساعد استخدام تدابير الرعاية الذاتية بجانب أدوية التهاب المفاصل الروماتويدي في علاج العلامات والأعراض مثل:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: يُمكن أن تُساعد ممارسة التمارين الخفيفة في تقوية العضلات حول المفاصل، كما يُمكن أن تُساعد في التغلب على الإرهاق، ويُرجى الرجوع إلى الطبيب قبل بدء ممارسة التمارين، وإذا كنت قد بدأت بالفعل، فابدأ بالمشي قليلًا وتجنب ممارسة التمارين على المفاصل الضعيفة أو المصابة أو الملتهبة بشدة
  • استخدام الحرارة والبرودة: يُمكن أن تُساعد الحرارة في تخفيف الألم واسترخاء العضلات المشدودة والمؤلمة، ويُمكن للبرودة أن تقلل الإحساس بالألم، كما أن البرودة ذات تأثير تخديري وتقلل من التورم
  • عليك بالاسترخاء: ابحث عن أساليب تُساعدك على التكيُّف مع الألم من خلال تقليل الضغوطات في حياتك، يُمكن استخدام الأساليب مثل: التصوير المُوجَّه، والتنفس العميق، وإرخاء العضلات جميعها للسيطرة على الألم
المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

crossmenu