في الآونة الأخيرة انتشرت دراسة جديدة في وسائل الإعلام عن وجود علاقة بين احتساء الشاي الساخن جدًا، والإصابة بسرطان المريء. هذة الدرسة نُشرت في المجلة…
سيعرض هذا المقال نتائج دراسة نُشرت في مجلة , THE LANCET Psychiatry التي ناقشت مساهمة القنب cannabis في ظهور حالات ذهان جديدة في أوروبا.
الذهان: هي حالات عقليّة يحدث فيها خللٌ ضمن التفكير المنطقي، أو الإدراك الحسي، فهو حالة من فقدان الاتّصال مع الواقع حيث يصعب على المرضى تمييز الحقيقة من الخيال. أعراض الذهان تشمل الهلوسة و الوهم بالإضافة إلى كلام و تصرفات غير مفهومة. والذهان قد يكون عرضاً لبعض الأمراض العقلية مثل الفصام و الاضطراب ثنائي القطب, أو ناتجاً عن الكحول و المخدرات.
القنب والمعروف ايضا بالقنب الهندي هي نبتة لها مفعول مخدر, وتعد من أكثر أنواع المخدرات انتشاراً, وله استعمالات علاجية. ومن منتجات النبتة:
القنب ذو الفعالية العالية: المادة الفعالة الرئيسية في القنب هي المركب الكيميائي العضوي رباعي هيدرو كانابينول, والمعروفة بـ THC وهي المسؤول الرئيسي عن أعراض الذهان. وقد عرَّفت الدراسة القنب ذو الفعالية العالية بذلك الذي تتساوى أو تزداد فيه نسبة الـ THC عن 10% .
القنب ذو الفعالية المنخفضة: هو القنب الذي تقل فيه نسبة THC عن 10%.
شملت الدراسة 901 مريض أعمارهم من 18 – 64 ظهرت عليهم أعراض ذهان جديدة من 11 منطقة مختلفة في أوروبا, وقد قورنوا مع1237 شخص اختيروا عشوائياً من نفس المناطق, لم يسبق تشخيصهم أو علاجهم للذهان (مجموعة المقارنة). وكان من الواضح أن الاستخدام اليومي للقنب مرتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالذهان مقارنة بالأشخاص الذين لم يسبق لهم تعاطي أي نوع من القنب. والنسبة تزداد 5 أضعاف إذا كان القنب المستخدم يومياً ذا فعالية عالية. و أشير أيضا أنه في حالة لم يكن القنب ذا الفعالية العالية موجوداً لَأَمكننا تجنب 12.2% من حالات الذهان الجديدة في أوروبا عامة, وتجنب 30.3% من الحالات في لندن و50.3% من الحالات في أمستردام.
ظهور حالات ذهان جديدة ارتبط باستخدام القنب اليومي (سواء ذا فعالية منخفضة أو عالية) بنسبة 29.5% مقارنة بنسبة 6.8% من مجموعة المقارنة. أما عن القنب ذا الفعالية العالية فارتبط بأعراض الذهان الجديدة بنسبة 37.1% في مجموعة الدراسة مقابل 19.4% في مجموعة المقارنة.
متعاطوا القنب بشكل يومي معرضون للإصابة بأعراض ذهان جديدة 3 مرات أعلى من غير متعاطي القنب, أما عن متعاطي القنب ذي الفعالية العالية بشكل يومي فالنسبة تزداد إلى 5 أضعاف الشخص الذي لم يسبق له تعاطي القنب.
1 من كل 5 حالات ذهان جديدة تم ربطها بتعاطي القنب بشكل يومي (20.4%), بينما 1 من 10 حالات ارتبطت بتعاطي القنب ذي الفعالية العالية (ليس بالضرورة بشكل يومي) (12.2%).
و لنفترض أن القنب ذو الفعالية العالية اختفى من مدينة أمستردام فإن عدد حالات الذهان سينخفض إلى النصف! وفي لندن فإن عدد الحالات سيقل أكثر من الثلث.
و في النهاية نرى أن هذه الدراسة توافق دراسات سابقة ربطت بين التركيز المرتفع للـTHC في القنب و مشتقاته وبين الضرر على صحة العقل. ولكن يجدر الإشارة على بعض نقاط الضعف في الدراسة وأهمها:
وأخيرا يأمل الباحثون أن يُعاد النظر في القوانين التي تسمح بتداول القنب وبيعه قانونياً في بعض المدن الأوروبية, كما نأمل نحن أن نوعي الشباب بخطورة تعاطيه على صحتهم العقلية.