البروبيوتيك حسب تعريف منظمة الصحة العالمية وهي كائنات حية دقيقة تمنح الشخص/المضيف فائدة صحية عندما تؤخذ بكميات كافية. في هذا المقال نوضح استخدام البروبيوتيك كدواء…
تعيش في أجسامنا كائنات حية دقيقة نافعة لا تسبب الأمراض! تسمى البروبيوتيك ولها فوائد عديدة. وأصبحت هذه الميكروبات النافعة تشكل محط اهتمام كبير للعالم حيث أنه في عام 2014 وبحسب موقع ستاتِستا للإحصائيات تقدر مبيعات البروبيوتيك ب 31.74 بليون دولار أمريكي.
البروبيوتيك(probiotics) حسب تعريف منظمة الصحة العالمية وهي كائنات حية دقيقة تمنح الشخص/المضيف فائدة صحية عندما تؤخذ بكميات كافية.
وتتواجد مثل هذه الكائنات الحية الدقيقة النافعة في الجهاز الهضمي للإنسان الطبيعي والجهاز البولي التناسلي وفم الإنسان وحتى في حليب الأم، كما تتوفر هذه الكائنات في منتجات المكملات الغذائية التجارية على شكل سائل او بودرة أو على شكل كبسولات ومن الأمثلة على هذه الكائنات الدقيقة النافعة:
كما تتواجد هذه الكائنات النافعة في بعض العصائر ومشروبات الصويا، والحليب المتخمّر وغير المتخمر، وبعض أنواع الجبن الطري، والمخلل، والكفير (الفطر الهندي). ويعتبر المنتج الغذائي الأكثر شهرة الذي يحتوي على البروبيوتيك هو اللبن.
يعود تاريخ البروبيوتيك إلى الأطعمة المخزنة عن طريق التخمير وتعتبر من أقدم طرق حفظ الأطعمة. وكانت أول بكتيريا نافعة تم استخلاصها من أمعاء أطفال يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فقط، وتسمى بكتيريا بيفيدو باكتيريوم عن طريق العالم هنري تيسلر في معهد باوستر في باريس وأوضح أن الأطفال الذين تحتوي امعائهم هذه البكتريا كانوا أقل عرضه للإسهال. ولكن العالم الروسي ايلي متشنيكوف كان أول من اقترح فكرة استخدام البروبيوتيك لتحسين من صحة الإنسان في عام 1907. و في عام 1917 تم استخدام بكتيريا الإشريكية القولونية (E.choli nissle 1917) من قبل بروفيسور ألماني يسمى الفريد نيسل، لمعالجة مرضى مصابين بعدو الشيجيلا.
ومنذ ذلك الوقت تنتشر ادعاءات بأن البروبيوتيك لديها العديد من الأثار الإيجابية سواء في الشخص السليم او في الحالات المرضية.
بالنسبة للأشخاص السليمين، قد تكون هذه البروبيوتيك مفيدة:
مهم
يجب التوضيح بأن البروبيوتيك تحتوي على أنواع كثيرة من الكائنات الحية الدقيقة النافعة ولا يمكن تعميم فوائد نوع معين من البكتريا النافعة على كل البروبيوتيك، فهي تختلف في قدرتها على البقاء على قيد الحياة خلال حمض المعدة او حمض الصفراء وفي تأثيرها على الإفرازات المناعية.
يُمكن الحصول على البروبيوتيك من عدة مصادر:
ليس شرطاً، إذا كنت قد تعاملت في السابق مع مكملات البروبيوتيك التجارية، فلا بد أنك لاحظت مصطلح (CFU(colony forming unit والتي تعني بالعربية مستعمر، فعدد أكبر من المستعمرات لا يعني بالضرورة نتائج أفضل. معظم التجارب تمت بجرعات تتراوح ما بين ال1-10 بيليون CFU
هل كل الأطعمة المخمرة يُمكن تسميتها بأنها تحتوي على البروبيوتيك؟
علاوة على ذلك، حتى إذا كان الطعام المخمّر يوفر مصدراً للكائنات الحية الدقيقة، فقد لا يكون قد تم اختباره لمعرفة المستفيدين الصحيين. وعلى النقيض من ذلك ، فإن البروبيوتيك عبارة عن ميكروبات حية تبين أنها ذات تأثير صحي عند تناولها بكميات كافية. وعلى الرغم من أن الأطعمة المتخمرة يمكن أن تكون أطعمة صحية وقد تكون مصدراً للميكروبات الحية، فإنها قد لا تصل إلى أن يطلق عليها اسم “بروبيوتيك”. عندما يحتوي الطعام المتخمر على بروبيوتيك مدروس عند جرعة معينة لها فوائد محددة، عندها يتم تسميته ب”بروبيوتيك”
يحتوي اللبن(الزبادي) على نوعين من البكتيريا بشكل طبيعي، ولكن قد تقوم بعض الشركات بإضافة أنواع أخرى لإعطاء فوائد إضافية للبن.
ويُعد اللبن من أكثر الأطعمة المشهورة التي تحتوي على بكتيريا نافعة، كما أنه يحتوي على الكالسيوم المفيد للعظام.
يحتوي الكفير على ما يُقارب 30 من الكائنات الحية الدقيقة.
ومع اللبن فهو مصدر ممتاز فكلاهما لا يتعرضان إلى أي عمليات معالجة تقتل هذه الكائنات.
تحتوي هذه المخللات على كائنات حية دقيقة، ولكن لأغراض التخزين والبيع، فقد لا تحتوي المنتجات التجارية على أي كائنات حية دقيقة بسبب عمليات المعالجة.
ولكن تحضيرها في المنزل أو شرائها من المتاجر المحلية الطبيعية، يضمن عدم تعرضها لهذه لعمليات المعالجة.
بشكل عام قد تحتوي الجبنة على كائنات حية دقيقة، ولكن بسبب ما تتعرض له من حرارة أو عمليات معالجة أخرى، فإن المنتج النهائي قد لا يحتوي بتاتاً على أية ميكروبات أو على عدد قليل جداً ليس له تأثير.
تعتبر البروبيوتك آمنة بشكل عام للشخص السليم. ولكن يجب توخي الحذر عند استخدام منتجات البروبيوتيك التجارية، فهي غير مراقبة عن طريق منظمة الغذاء والدواء الأمريكية كدواء، لذا الشركات المصنعة غير ملزمة بإثبات أن المكونات المكتوبة على الملصق مطابقة لما بداخل العلبة.
وفي دراسة لقياس مدى جودة هذه المنتجات، وجدت عدة مشاكل:
أولاً: عدم مطابقة أسماء الكائنات الدقيقة على الملصق مع الموجودة داخل العلبة، حيث خلال تجربة على 16 منتج وجد أن منتج واحد من ال 16 يحتوي على البكتيريا المطابقة لنوع بكتيريا بفيدو بكتيريا المذكور على الملصق الخارجي. كما أن في حالات أخرى كان المنتج يحتوي على بكتيريا ليست نافعة.
ثانياُ: العديد من هذه المنتجات يحتوي على عدد كائنات حية دقيقة أقل من المذكور على الملصق الخارجي. (أثبتت معظم التجارب أن العدد مهم لتحقيق نتيجة).
ثالثاً: وضع عينات ملوثة وضعف الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في المنتج من القيام بوظيفتها سواء لعدم قابليتها على العيش بالرغم من حمض المعدة وأحماض الصفراء وضعف التصاقها بجدار الأمعاء.
بالإضافة قد تحتوي هذه المنتجات على بعض بروتينات حليب البقر، التي قد تؤدي إلى التحسس في بعض الأطفال أو حدوث حالة من فرط الحساسية لدى الأطفال المصابين بحساسية حليب البقر.
نطلب دائماً من المرضى وحتى الأشخاص السليمين أن لا يأخذوا أي نوع من الأدوية أو المكملات المتعلقة بالصحة بدون استشارة الطبيب
مهم
ويجب التنويه أن طبيعة تأثير هذه الكائنات على جسم الإنسان تختلف حتى من أبناء الفصيلة الواحدة، فلذلك إذا كان نوع معين من البكتيريا أو الفطريات النافعة ذو تأثير معين، لا يمكن تعميم هذا التأثير لكل أفراد الفصيلة الواحد. مثال إذا كان خميرة السكيراء بولاردي (saccharomyces boulardii) مفيدة للإسهال، فلا يعني أن كل خمائر السكراء (saccharomyces) مفيدة للإسهال