سرطان الكبد

آخر تحديث في
لا يوجد تعلقيات
تدقيق علمي: د. حسام بركات
استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد
كتابة: سهيلة ممدوح
تدقيق لغوي: د. عبد العزيز البياري
تنسيق: د. عبد العزيز البياري

التعريف

يُعد سرطان الكبد تطوُّرٌ ناتج عن الاتهابات الكبدية المزمنة أوتشمُّع الكبد، متضمنةً العدوى الفيروسية والإفراط في تناول الكحوليات كأسباب ثانوية.

يُعد سرطان الخلايا الكبدية (hepatocellular carcinoma, HCC) اشهر نوع من سرطانات الكبد وهو ما سيتم الحديث عنه في هذا المقال، يحتل مرض سرطان الخلايا الكبدية المركز السادس بين السرطانات الأكثر شيوعًا في العالم، كما يُشكل ثالث أكثر سبب مؤدي للوفاة المرتبطة بالسرطان، وتتباين معدلات الإصابة به جغرافيًا، حيثُ تقع أعلى هذه المعدلات في شرق آسيا وجنوب الصحراء الكُبرى في إفريقيا.

الأسباب وعوامل الخطر

1. التهاب الكبد الدهني الغير كحولي:

يعتبر التهاب الكبد الدهني السبب الرئيسي الأكثر شيوعا لتليف وسرطان الكبد. وينتج التهاب الكبد الدهني عن السمنه والسكري وارتفاع الشحوم الثلاثيه في الدم.

2. عدوى التهاب الكبد الوبائي:

يُعتبر فيروسا التهاب الكبد الوبائي بي و سي هما الأكثر انتشارًا في تسبُّب الإصابة بالتهاب كبدي مزمن لتعدٌّد طرق انتقالهما، والذي بدوره يتطور ليكوّن تشمُّع كبدي أو سرطان الخلايا الكبدية. العديد من الدراسات أثبتت أن فيروس الكبد الوبائي بي يحمل فرصة تتراوح بين 10-25% لحامليه أن يُصابوا بسرطان الخلايا الكبدية، والأخطر أن الإصابة السرطانية يمكن أن تطور حتى بدون علامة مُسبّقة تدل على تشمع الكبد. دراسات أخرى أقرّت أنه بمجرد الإصابةبالتهاب الكبد الوبائي سي فهناك فرصة بنسبة 80% أن تطور الإصابة لالتهاب مزمن في الكبد وأخرى 20% أن تطور لتشمع كبدي وهو ما يرجّح أكثر وقوع سرطان الكبد.

3. الكحوليات:

كما لا يمكن تجاهل تناول الكحول كعامل وسبب مهم في خطر الإصابة، وعادةً ما تترتبط الأمراض الكبدية بازدياد كمية الكحول المُتناولة طوال حياة الفرد، حيثُ سجّلت دراسة بالولايات المتحدة الأمريكية أن خطر الإصابة بسرطان الكبد نتيجة للإفراط في تناول الكحول أكبر بخمس مرات من التهاب فيروس سي.

4. السمنة ومرض السكري:

نسبة 60% من كبار السن المُصابين السمنة أو مرض السكري أو كلاهما يُرجّح إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي مع تليف في الكبد، والذي عادةً ما يتحول لسرطان كبدي.

5. نوع الجنس:

هناك احتمالية إحصائية أن الذكور أكثر قابلية للإصابة بالمرض بنسبة (2:1) أو (4:1)، لأنهم أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، ويستهلكون كميات أكبر من الكحوليات والسجائر، كما أنهم يمتلكون مؤشر أعلى لكتلة الجسم.

6. الأفلاتوكسين:

الأفلاتوكسين هي نوع من النفايات الفطرية تنتجها الرشاشيات توجد عادةً على حبوب الذرة، أو الفول السوداني، أو فول الصويا المُخزنين في بيئة رطبة، وتُعتبرر هذه النفايات عامل قوي مُسرطن للكبد.

7. الأمراض الأيضية (اضطرابات التمثيل الغذائي)، والأمراض الجينية:

بعض هذه الأمراض الأيضية أو الجينية ترتبط بسرطان الخلايا الكبدية، مثل: مرض ترسب الأصبغة الدموية، وداء ويلسون، والألفا 1-أنتيتريبسين، وفرط تيروزين الدم، وأحد الاضطرابات الموروة المعروفة بالبُرفيرية.

الأعراض

أغلب الأشخاص المصابين بسرطان الكبد لا يلاحظون أية أعراض إلا في المراحل المتقدمة من المرض، وها هي بعض الأعراض الشائعة:

  • آلام في البطن، أو عند الكتف الأيمن (بالتحديد عظمة لوح الكتف).
  • تضخم الكبد، يُلحظ كتورُّم أو كتلة تحت الضلوع في الجانب الأيمن من البطن.
  • تضخم الطحال، يتم تحسسه كتورُّم تحت الضلوع في الجانب الأيسر من البطن.
  • الإرهاق والتعب الشديد.
  • القيء والإعياء.
  • وجود سوائل في البطن.
  • فقدان الوزن.
  • فقدان الشهية.
  • الإحساس بالشبع حتى بعد الوجبات الصغيرة.
  • اصفرار الجلد والعينين كعلامة للإصابة باليرقان.

التشخيص

يعتبر التشخيص المبكر ليسرطان الكبد هو المفتاح الرئيسي لعلاج المرض. عادةً ما يبدأ الطبيب حديثه مع المريض عن تاريخه الوراثي، وعوامل الخطر التي من الممكن أن يكون قد تعرض لها في حياته، يمكن تناول خطوات التشخيص في النقاط التالية:

  • فحوصات الدم، وهي بدورها توضح إذا ما كان هناك خلل في وظائف أو إنزيمات الكبد.
  • يتم بعدها محاولة التأكٌّد من التشخيص عن طريق التصوير فوق الصوتي (الألتراساوند)، أو التصوير المقطعي، أو التصوير بالرنين.
  • يكشف الأطباء عن واصم ورمي (tumor marker) يُسمى (ألفا فيتو بروتين) عادةً ما يُنتج بواسطة كبد الجنين أثناء فترة الحمل، وتقل مستويات إنتاجه حتى تكاد تتلاشى بعد الولادة، سجلت 70% من حالات سرطان الكبد تزايدًا في معدلاته بسبب الورم.
  • وأخيرًا، قد يلجأ الأطباء لإجراء جراحي ونزع نسيج من الكبد للتشخيص النهائي، وهو آخر إجراء يتم اللجوء إليه نظرًا للمخاطر التي قد يتعرض لها المريض مل النزيف أو خطر التقاط عدوى.

تعتمد مراحل تطور سرطان الخلايا الكبدية بشكل كبير على حجم المرض، ومكانه بالإضافة إلى تحديد ما إذا كان قد انتشر لأماكن أخرى بالجسم، ومدى تدهور حالة الكبد، وتشخيص الحالة الجسدية للمريض وقدؤته على التفاعل مع العالم الخارجي.

العلاج

يعتمد نوع العلاج الى عدة عوامل مثل عدد بؤر الورم، حجم كل بؤرة، انتشار الورم الى الوريد البابي، وظائف الكبد عند التشخيص، عمر المريض وحالته العامة.

  • بعض الأورام التي يمكن استئصالها يعتبر الإجراء الجراحي هو العلاج الأمثل عن طريق إزالة الورم.
  • كما انه يوجد العديد من الحلول في حال عدم القدرة الى ازالة الورم من اهمها ازالة الكبد بشكل كامل وزراعة كبد جديد.
  • في حال تعذر إزالة الورم أو زراعة كبد جديد وعدم انتشار السرطان إلى الوريد البابي، يتم العلاج عن طريق حقن فرع الشريان الكبدي المغذي للسرطان بعلاج كيميائي او اشعاعي وعادة ما يكون محمل على كريات مجهرية ناقلة (microspheres) تستقر حول خلايا السرطان وتحرر العلاج الكيميائي او الاشعاعي بشكل بطيء.
  • في حال انتشار الورم في الكبد بطريقة يتعذر بها تحديد شريان معين مغذي للورم يتم استخدام علاجات موضعية اخرى تستهدف الورم بشكل مباشر مثل الحقن بالكحول او التبريد او الاشعة الموضعية.
  • أما في حال انتشار الورم الى الوريد البابي ووجود تجلط يمنع مرور الدم بشكل جزئي او كلى فإن العلاجات التي يمكن استخدامها تكون محدودة مع وجود خطر حدوث فشل حاد في الكبد بعد العلاج.

الوقاية

تُعد طرق الوقاية مراوغة لتجنب عوامل الخطر، فعلى سبيل المثال:

  • المحافظة على وزن صحي والسيطرة على مستويات السكري والكوليسترول.
  • أحد أهم طرق الوقاية هي تلقّي لقاح فيروس التهاب الكبد الوبائي بي.
  • اتبّاع التعليمات الوقائية الخاصة بالتعامل مع الأدوات الطبية الحادة، مثل الإبر وغيرها يحول دون الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي.
  • التوعية بشأن طرق الانتقال الجنسي للفيروسات الكبدية.
  • فحص الأشخاص المتقدمين للتبرع بالدم للتأكد من عدم إصابتهم بأي فيروسات كبدية أو أمراض وراثية.
  • التوعية بشان تعاطي المواد المخدرة، خاصةً التي يتم استخدام الإبر أثناء تعاطيها.
  • الحد من تناول الكحول.
  • المحافظة على نظام غذائي صحّي وممارسة الرياضة لتجنب الإصابة بالسمنة.
  • عدم التعرض للمواد المسرطنة، مثل: الأفلاتوكسين.
  • علاج الأمراض الوراثية التي تشكل خطرًا على الكبد.

التعايش مع المرض

بعض المُصابين بسرطان الكبد قد يكملوا علاجهم تمامًا، إتمام العلاج نفسه قدي يكون موتّرًا ومثيرًا في نفس الوقت، لأن المريض قد يشعر بالراحة للتخلص من المرض وفي نفس الوقت يظل عودة السرطان مرة أخرى شبحًا يلوح في حياة الفرد.

البعض الآخرين لا يغادر السرطان حياتهم أبدًا، يظل سرطان الكبد مشكلة أبدية أو يعود الورم في جزء آخر من الجسم. التكيف مع السرطان كجزء من حياة الفرد تكون رحلة شاقة ومرهقة جدًا.

متابعة الرعاية تشكل مرحلة مهمة جدًا في رحلة العلاج، فحتى عن إتمام العلاج، يجب على المريض أن يتواجد في كل مواعيد متابعة الرعاية، في هذه الزيارات يسأل الطبيب عن إذا ما واجهت المريض أية مشكلات في الفترة السابقة، وقد يطلب إجراء بعد الفحوصات.

بعض الأعراض الجانبية للأدوية قد تستمر لفترة طويلة، أو حتى تظهر بعد العلاج بسنوات مميا يستلزم الانضباط على متابعة الطبيب باستمرار.

من الطبيعي أن يشعر المريض بالاكتئاب، أو الإحباط، أو التوتر عندما يكون سرطان الكبد جزءًا من حياته، قد يتأثر بعض الناس أكثر من غيرهم هذه المرحلة، والتي تطلب دعمًا نفسيًا من العائلة والأصدقاء وبالطبع لا حرج من استشارة طبيب نفسي كخطوة فعلاة ومهمة.

المصادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

crossmenu