ما هي الحمية الكيتونية
هي عبارة عن مجموعة من الحِمْيات الخاصة التي تعتمد بشكل أساسي على زيادة الدهون وتقليل الكربوهيدرات مع الحفاظ على نسبة مناسبة من البروتين لإجبار الجسم على إستخدام الدهون لإنتاج الطاقة والأجسام الكيتونية بدلاً من الجلوكوز الذي يتم إنتاجه من الكربوهيدرات؛ مما يؤدي إلى تغيُّرات بيوكيميائية مفيدة لتقليل الوزن وعلاج بعض الأمراض.
- تم استخدام الحمية الكيتونية التقليدية لأول مرة في عام 1921م لعلاج حالات الصرع التي يصعب التحكم بها عند الأطفال.
- تعتبر الحمية الكيتونية التقليدية من الحميات الصعبة حيث تصاحبها أعراض غثيان وإمساك في أغلب الأحيان، وإرهاق بسبب محدودية الكربوهيدرات، لذلك تم ابتكار أنواع معدّلة منها تستخدم وجبات تشبه الأغذية غنية الكربوهيدرات، مما يزيد الالتزام بالحمية لفترات أطول.
- تتراوح مدة الحمية الكيتونية من 2 -3 أسابيع وهي الفترة المطلوبة للتحول إلى إنتاج الطاقة من الدهون، ويمكن أن تستمر بالحمية الكيتونية لفترة 6-12 شهر.
آلية عمل الحمية الكيتونية
- يعتمد الجسم في الوضع الطبيعي لانتاج الطاقة بشكل أساسي على الجلوكوز الناتج من الكربوهيدرات، بعد عدة أيام من الحمية ينفذ مخزون الجسم من الكربوهيدرات وتصبح آليات تعويض الجلوكوز غير كافية لإنتاج الطاقة.
- أحد آليات التعويض هي إفراز الأحماض الدهنية الحرة (Free Fatty Acids) في الدم والتي يقوم الكبد والعضلات بالاستفادة منها، لكن الدماغ لا يستطيع الاستفادة منها لأنها لا تعبر الحاجز الدموي المحيط بالجهاز العصبي المركزي، بالإضافة إلى أنها لا تكفي إلا لأيام قليلة فقط.
- لذلك يقوم الجسم بالانتقال إلى المصدر الثاني لإنتاج الطاقة وهي أحماض الدهون (Fatty Acids)، يَنتُج عن حرق الدهون طاقة بالإضافة إلى أجسام كيتونية (سبب تسمية الحمية بهذا الإسم).
- الأجسام الكيتونية تصل إلى الدماغ بسهولة لذلك تصبح هي المصدر الأساسي للطاقة في الدماغ.
- تحدث هذه التغيّرات بشكل طبيعي أثناء الصيام او بعد التمارين الشاقة وتحدث أيضاً في مرض السكري وخصوصاً النوع الأول.
- ومن الجدير بالذكر أن حرق 1 جرام من الدهون يُنتج 9 وحدات طاقة (Kcal) في حين حرق نفس الكميّة من الكربوهيدرات يُنتج 4 وحدات فقط.
تاريخ الحمية الكيتونية
أولاً: استخدام الصيام كعلاج للصرع
- أول دراسة حديثة عن الصيام كعلاج للصرع كانت في فرنسا في عام 1911م، حيث خضع عشرون مريضاً بالصرع من جميع الأعمار لهذه الدراسة، وتم تسجيل تناقص في النوبات خلال العلاج.
- عام 1921م قام طبيب الغدد في أحد مستشفيات نيويورك كونكلين بعرض نتائج أبحاثه حول تأثير الصيام على الصرع، وفي نفس العام بدأت الأبحاث في جامعة هارفرد ومركز ميوكلينيك في أمريكا.
ثانياً: الظهور الأول للحمية الكيتوينة
- أول مرة استخدمَ اسم الحمية الكيتونية كانت في مركز مايو كلينيك الأمريكي عام 1921م.
- أول تعديل على الحمية كان عام 1971م في جامعة شيكاغو وذلك لتقليل الأعراض الجانبية وزيادة الفعالية.
- كان انتشار الحمية كبير جداً بحيث أنه تمت كتابتها في أغلب كتب الصرع في الفترة بين 1941م الى 1980م.
- لكن تناقص استخدامها بشكل كبير بسبب ظهور علاج دوائي للصرع وفعاليته العالية.
ثالثاً: عودة الحمية الكيتونية من جديد
- عام 1994م عاد النظام الغذائي الكيتوني إلى الحياة وحقق انتشاراً واسعاً في وسائل الإعلام الوطنية في الولايات المتحدة عندما عرض برنامج NBC's Dateline التلفزيوني عن حالة تشارلي.
- عانى الطفل البالغ من العمر سنتين من الصرع الذي بقي خارج نطاق السيطرة بالرغم من تناول جميع العلاجات المنتشرة وبدائلها.
- إلى أن وصل إلى مستشفى جونز هوبكنز، وبدأ بالعلاج الكيتوني تحت إشراف طبيب الأعصاب فريمان واخصائية التغذية كيلي.
- في ظل النظام الغذائي، تم التحكم بسرعة بنوبات تشارلي الصرعية وفي نفس العام تم إنشاء مؤسسة تشارلي لتعزيز النظام الغذائي وتمويل الأبحاث، وبعد 10 سنوات تم انشاء منظمة أصدقاء ماثيو أيضًا.
- وفي عام 1997م تم إنتاج فيلم سينمائي اسمه (First Do No Harm) يتحدث عن هذه الحمية.
الآن يوجد الكثير من الأنواع الأكثر فعالية وأقل أعراضاً جانبية من هذه الحمية ويتم استخدامها في أكثر من 45 دولة وتعتبر أحد الخيارات الطبية العلاجية للصرع.
الأنواع المختلفة من النظام الغذائي
1. النظام التقليدي (CKD)
- يعتمد هذا النظام بشكل أساسي على الدهون الثلاثية طويلة السلسلة المتوفرة بشكل أساسي في الدهون المشهورة بين الناس بشكل طبيعي.
- يتم حساب النظام الغذائي الكيتوني بواسطة أخصائي تغذية لكل حالة على حدة لأن العمر، الوزن، مستويات النشاط، الثقافة والتفضيلات الغذائية تؤثر على خطة الوجبات.
- الأطفال النشطاء للغاية أو الذين لديهم تشنجات في العضلات يتطلبون سعرات حرارية أكثر من الأطفال الأقل نشاطًا.
- إذا كان الهدف تقليل الوزن، يجب حساب السعرات بنسبة أقل من الاحتياج الطبيعي، في حين أنه يمكن استخدام الحمية بدون تقليل الوزن.
- يجب طرح أي كربوهيدرات أو بروتينات في الأدوية أو المكملات الغذائية من هذه النسبة، ثم يتم تقسيم الناتج الإجمالي اليومي من الدهون والبروتين والكربوهيدرات على وجبات الطعام.
نسبة الكيتون في الحمية تقارن وزن الدهون بوزن الكربوهيدرات والبروتين مجتمعين، وعادة ما تكون هذه النسبة (4 إلى 1)، ولكن قد يبدأ الأطفال من 12 إلى 18 عام أو الذين يعانون من السمنة بنسبة (3 إلى 1).
الدهون غنية بالطاقة حيث تُنتج 9 كيلو كالوري/جرام مقارنة بـ 4 كيلو كالوري/ جرام للكربوهيدرات أو البروتين، لذلك تكون كمية الغذاء على هذا النظام أقل من المعتاد.
- النظام الغذائي الكيتوني التقليدي ليس نظاماً غذائياً متوازناً ويحتوي فقط على أجزاء صغيرة من الفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب، والأطعمة الغنية بالكالسيوم، لذلك يجب استكمال الغذاء بمكملات تحتوي على الفيتامينات والمعادن المهمة للجسم.
2. نظام الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة (MCT)
يعتمد هذا النظام بشكل أساسي على الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة التي تُنتج أجساماً كيتونية أكثر من الدهون الثلاثية طويلة السلسلة مما يسمح بتقليل نسبة الدهون في الحمية وإضافة البروتين والكربوهيدرات لتصيح الحمية صحية ومتوازنة أكثر.
لكن هذه الحمية تحتاج إلى نوع معين من الدهون والذي يعتبر أكثر تكلفة، لذلك هو أقل انتشاراً.
تتكون هذه الحمية من 60 ٪ من السعرات الحرارية من زيت الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة, لكن استهلاك كميات كبيرة من الزيت تسبب ألم في البطن والإسهال والقيء لدى بعض الأطفال، لذلك يعتبر الرقم 45 ٪ بمثابة توازن بين تحقيق الكيتونية الجيد والتقليل من أعراض الجهاز الهضمي.
3. حمية آتكينز المعدلة (MAD)
في عام 2003 جاءت فكرة استخدام حمية آتكينز لعلاج الصرع بعد أن اكتشف الآباء والأمهات والمرضى أن مرحلة البداية لحمية أتكينز تسيطر علي النوبات.
قام فريق الحمية الكيتونية في مستشفى جونز هوبكنز بتعديل نظام حمية آتكنز عن طريق إزالة الهدف المتمثل في تحقيق فقدان الوزن، وتمديد مرحلة الحمية، وتشجيع استهلاك الدهون بشكل عام.
- بالمقارنة مع الحمية التقليدية، فإن حمية أتكينز لا تضع أي حد على السعرات الحرارية أو البروتينات ولا تحتاج نسبة دهون عالية، فنسبة (1 إلى 1) أو (1.5 إلى 1) تكفي.
.
- تتطلب هذه الحمية وقتاً أطول من الحميات السابقة ولكنّ أعراضها الجانبية أقل وتُعتبر من الحميات السهلة التي تقلل من جهد تدريب المرضى والأهل وتجعل الاستمرار والالتزام أسهل.
مثل الحمية التقليدية، تتطلب حمية آتكينز استخدام مكملات من الفيتامينات والمعادن، ويتم مراقبة الأطفال بعناية ودقة في العيادات الخارجية.
4. العلاج عبر تقليل معامل السكر في الدم (LGIT)
هو محاولة لتحقيق مستويات مستقرة من الجلوكوز في الدم والتي شوهدت في أطفال الحمية التقليدية أثناء استخدام نظام أقل تقييدًا بكثير. والفرضية هي أن الحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم مُستقراً قد يكون أحد آليات العمل المتضمنة في الحمية الكيتونية.
على الرغم من أنه نظام غذائي غني بالدهون (60٪ من السعرات الحرارية تقريباً من الدهون) فإن هذا النوع يسمح بتناول الكربوهيدرات أكثر من النظام الغذائي التقليدي أو حمية آتكينز ، تقريبًا 40-60 جرام في اليوم. ومع ذلك، فإن أنواع الكربوهيدرات المستهلكة تقتصر على تلك التي تحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم أقل من 50.
مثل حمية آتكينز ، يتم البدء في هذا النوع ومتابعته في العيادات الخارجية ولا يتطلب وزناً دقيقاً من الطعام أو دعم اختصاصي تغذية مكثف. يتم تقديم كلا النوعين في معظم المراكز التي تدير برامج النظام الغذائي الكيتوني.
استخدامات الحمية الكيتونية
- إنقاص الوزن
- النوع الثاني للسكري
- الصرع، لقراءة المزيد اقرأ مقالنا "الحمية الكيتونية في علاج الصرع"
الأعراض الجانبية للحمية الكيتونية
1. أعراض جانبية حادة:
- عسر الهضم، غثيان، استفراغ، إمساك.
- ارهاق وتعب.
- ارتفاع شديد في أجسام الكيتون في الدم.
- انخفاض نسبة السكر بالدم.
- نقص المعادن والفيتامينات في الدم.
2. أعراض جانبية مزمنة:
- حصوات الكلى.
- زيادة الكولسترول والدهون في الدم.
- فقدان المعادن من العظام.