البيليروبين هو مادة مصفرَّة تنتج أثناء العملية الطبيعية لتحطيم خلايا الدم الحمراء. يُوجد البيليروبين في العُصارة الصفراوية التي تُصنَّع في الكبد والتي تُساعد على هضم…
يُعد سرطان الكبد تطوُّرٌ ناتج عن الاتهابات الكبدية المزمنة أوتشمُّع الكبد، متضمنةً العدوى الفيروسية والإفراط في تناول الكحوليات كأسباب ثانوية.
يُعد سرطان الخلايا الكبدية (hepatocellular carcinoma, HCC) اشهر نوع من سرطانات الكبد وهو ما سيتم الحديث عنه في هذا المقال، يحتل مرض سرطان الخلايا الكبدية المركز السادس بين السرطانات الأكثر شيوعًا في العالم، كما يُشكل ثالث أكثر سبب مؤدي للوفاة المرتبطة بالسرطان، وتتباين معدلات الإصابة به جغرافيًا، حيثُ تقع أعلى هذه المعدلات في شرق آسيا وجنوب الصحراء الكُبرى في إفريقيا.
يعتبر التهاب الكبد الدهني السبب الرئيسي الأكثر شيوعا لتليف وسرطان الكبد. وينتج التهاب الكبد الدهني عن السمنه والسكري وارتفاع الشحوم الثلاثيه في الدم.
يُعتبر فيروسا التهاب الكبد الوبائي بي و سي هما الأكثر انتشارًا في تسبُّب الإصابة بالتهاب كبدي مزمن لتعدٌّد طرق انتقالهما، والذي بدوره يتطور ليكوّن تشمُّع كبدي أو سرطان الخلايا الكبدية. العديد من الدراسات أثبتت أن فيروس الكبد الوبائي بي يحمل فرصة تتراوح بين 10-25% لحامليه أن يُصابوا بسرطان الخلايا الكبدية، والأخطر أن الإصابة السرطانية يمكن أن تطور حتى بدون علامة مُسبّقة تدل على تشمع الكبد. دراسات أخرى أقرّت أنه بمجرد الإصابةبالتهاب الكبد الوبائي سي فهناك فرصة بنسبة 80% أن تطور الإصابة لالتهاب مزمن في الكبد وأخرى 20% أن تطور لتشمع كبدي وهو ما يرجّح أكثر وقوع سرطان الكبد.
كما لا يمكن تجاهل تناول الكحول كعامل وسبب مهم في خطر الإصابة، وعادةً ما تترتبط الأمراض الكبدية بازدياد كمية الكحول المُتناولة طوال حياة الفرد، حيثُ سجّلت دراسة بالولايات المتحدة الأمريكية أن خطر الإصابة بسرطان الكبد نتيجة للإفراط في تناول الكحول أكبر بخمس مرات من التهاب فيروس سي.
نسبة 60% من كبار السن المُصابين السمنة أو مرض السكري أو كلاهما يُرجّح إصابتهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي مع تليف في الكبد، والذي عادةً ما يتحول لسرطان كبدي.
هناك احتمالية إحصائية أن الذكور أكثر قابلية للإصابة بالمرض بنسبة (2:1) أو (4:1)، لأنهم أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، ويستهلكون كميات أكبر من الكحوليات والسجائر، كما أنهم يمتلكون مؤشر أعلى لكتلة الجسم.
الأفلاتوكسين هي نوع من النفايات الفطرية تنتجها الرشاشيات توجد عادةً على حبوب الذرة، أو الفول السوداني، أو فول الصويا المُخزنين في بيئة رطبة، وتُعتبرر هذه النفايات عامل قوي مُسرطن للكبد.
بعض هذه الأمراض الأيضية أو الجينية ترتبط بسرطان الخلايا الكبدية، مثل: مرض ترسب الأصبغة الدموية، وداء ويلسون، والألفا 1-أنتيتريبسين، وفرط تيروزين الدم، وأحد الاضطرابات الموروة المعروفة بالبُرفيرية.
أغلب الأشخاص المصابين بسرطان الكبد لا يلاحظون أية أعراض إلا في المراحل المتقدمة من المرض، وها هي بعض الأعراض الشائعة:
يعتبر التشخيص المبكر ليسرطان الكبد هو المفتاح الرئيسي لعلاج المرض. عادةً ما يبدأ الطبيب حديثه مع المريض عن تاريخه الوراثي، وعوامل الخطر التي من الممكن أن يكون قد تعرض لها في حياته، يمكن تناول خطوات التشخيص في النقاط التالية:
تعتمد مراحل تطور سرطان الخلايا الكبدية بشكل كبير على حجم المرض، ومكانه بالإضافة إلى تحديد ما إذا كان قد انتشر لأماكن أخرى بالجسم، ومدى تدهور حالة الكبد، وتشخيص الحالة الجسدية للمريض وقدؤته على التفاعل مع العالم الخارجي.
يعتمد نوع العلاج الى عدة عوامل مثل عدد بؤر الورم، حجم كل بؤرة، انتشار الورم الى الوريد البابي، وظائف الكبد عند التشخيص، عمر المريض وحالته العامة.
تُعد طرق الوقاية مراوغة لتجنب عوامل الخطر، فعلى سبيل المثال:
بعض المُصابين بسرطان الكبد قد يكملوا علاجهم تمامًا، إتمام العلاج نفسه قدي يكون موتّرًا ومثيرًا في نفس الوقت، لأن المريض قد يشعر بالراحة للتخلص من المرض وفي نفس الوقت يظل عودة السرطان مرة أخرى شبحًا يلوح في حياة الفرد.
البعض الآخرين لا يغادر السرطان حياتهم أبدًا، يظل سرطان الكبد مشكلة أبدية أو يعود الورم في جزء آخر من الجسم. التكيف مع السرطان كجزء من حياة الفرد تكون رحلة شاقة ومرهقة جدًا.
متابعة الرعاية تشكل مرحلة مهمة جدًا في رحلة العلاج، فحتى عن إتمام العلاج، يجب على المريض أن يتواجد في كل مواعيد متابعة الرعاية، في هذه الزيارات يسأل الطبيب عن إذا ما واجهت المريض أية مشكلات في الفترة السابقة، وقد يطلب إجراء بعد الفحوصات.
بعض الأعراض الجانبية للأدوية قد تستمر لفترة طويلة، أو حتى تظهر بعد العلاج بسنوات مميا يستلزم الانضباط على متابعة الطبيب باستمرار.
من الطبيعي أن يشعر المريض بالاكتئاب، أو الإحباط، أو التوتر عندما يكون سرطان الكبد جزءًا من حياته، قد يتأثر بعض الناس أكثر من غيرهم هذه المرحلة، والتي تطلب دعمًا نفسيًا من العائلة والأصدقاء وبالطبع لا حرج من استشارة طبيب نفسي كخطوة فعلاة ومهمة.