ظهر هذا المُصطلح قبل 40 سنة تقريبا بعد بحثٍ قام بجمع آراء ومخاوفِ الأهل حول ارتفاع درجة الحرارة عند أطفالهم، حيث اتضح أن كثيراً من…
الاسمُ الإنجليزيّ: Fever
علينا أن نتّفقَ في البدايةِ أنَّ ارتفاعَ درجةِ الحرارةِ ما هو إلّا دليلٌ على وجودِ مُشكلةٍ داخلَ الجسم، ولا يصحُّ استخدامُ المضادّاتِ الحيويّةِ وخافضاتِ الحرارة دون تشخيص. تكمُن أهمّيةُ هذا المقال في إعطاء الأمّ المعلوماتِ الموثوقة ِوالكافية ِلتحديدِ إذا ما كان هناك ارتفاعٌ في درجة الحرارة أم لا، و أن تكونَ قادرةً على التعامل مع الحرارةِ في البيت في الأيّام القليلة بعد التشخيص وقبل تعافي الطفل بالكامل. واحذر من الخوف المفرط من ارتفاع الحرارة بإمكانك التعرف أكثر على هذه الظاهر في مقال خوف الأهل من ارتفاع درجة الحرارة.
تختلفُ درجةُ الحرارةِ الطبيعيّة عند الأطفال بشكلٍ عام، وتعتمد أيضاً على طريقة قياسها ولكن يمكن تعريف ارتفاع درجة الحرارة على أنّها درجة الحرارة الأعلى من 38 سيليسيوس.
تحديدُ ارتفاعِ أو انخفاضِ الحرارةِ عن طريق لمس جسد الطفل غيرُ دقيق، ولا يمكن الاعتمادُ عليه اثناءَ التّشخيص أو العلاج أو المتابعة، والتي لا تعكسُ بالضرورة درجةَ الحرارةِ الحقيقيّة للجسم، لذلك يجب تعلّم الطريقة الصحيحة لاستخدام ميزان الحرارة.
قياسُ درجةِ الحرارةِ من الإبط، الأُذن والجبهة يتمّ بسرعة وسهولة ولكنّه أقلُ دقّة، وقد نضطرُّ إلى التأكُّدِ من خلال قياسها عن طريق الفم أو الشّرج. مع العلم أنَّ الطريقةَ الأكثرُ دقّةً هي الشرج.
ميزانُ الحرارةِ الإلكترونيّ أكثرُ دقّةً وسهولةً ومتوفّرٌ بأسعارٍ مقبولة، في مقابل الجهاز الزئبقيّ الذي يُعدُّ استخدامُهُ أصعب. والّذي يحملُ خطرَ التّسمُّمِ بالزِّئبقِ في حالةِ كسره.
الطريقةُ الأدقّ والتي تُعتبر المرجعُ في حال عدم تطابق الأعراض من درجة الحرارة التي تمّ قياسُها بالطّرق الأخرى. ويوضع بطن الطفل فوق أقدام الأمّ كما في الصورة:
يمكن قياس درجة الحرارة عن طريق أجهزه تعتمد على لمس الجلد مثل الجبهة، أو أجهزه عن بعد تعمل بالأشعة تحت الحمراء، هذه الطرق أقل دقة من الشرج أو الفم، ولكن يمكن استخدامها في الأطفال أكبر من 4 سنوات للتعرف على درجة الحرارة بشكل أوّلي.
تستخدم الأمهات هذا المصطلح بكثرة مع عدم وجود أساس أو مرادف طبي له. ويكون في العادة عند وجود رجفة وعدم إحساس الأم بوجود حرارة عند لمس الطفل، مع أنها مرتفعة عند استخدام ميزان الحرارة، فتبرر ذلك بأن ابنها لديه (حرارة داخلية)، ويخلتف أطباء الأطفال حول إذا ما كان استخدام هذا المصطلح مفيد ويزيد من وعي الأهل، أم أنه مضلّل. ولكن على كل حال دعونا نتعرف على أصل هذا المصطلح من الناحية العلمية.
الحقيقة تكمن في آلية حدوث الحرارة، حيث يعتبر الجسم أن درجة الحرارة الطبيعية 37 تقريباً، ويقوم باكتساب وفقد الحرارة على هذا الأساس، لكن عند حدوث عدوى مثلاً فإن الجسم يفرز مواد تقوم بتغيير درجة الحرارة المتفق عليها إلى درجة أعلى، فيعتبر الجسم أن درجة 37 قليلة فيحاول رفع درجة الحرارة بعدة طرق منها:
فعند قياس درجة حرارة الطفل باستخدام الميزان أثناء الرجفة، وبرودة الجلد قد تكون طبيعية ولم ترتفع بعد، ولكن ذلك لا يدوم طويلاً وسرعان ما يستطيع ميزان الحرارة تحديد درجة الحرارة بشكل دقيق، في حين أن تحديدها بلمس الجلد لا يكون بهذه الدقة.
لذلك يجب التأكيد على استخدام ميزان الحرارة بشكل صحيح وعدم الاعتماد على التقدير عن طريق اللمس، والاكتفاء بوجود حرارة على الميزان أو عدم وجودها حتى تتمكن الأم من اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.
ارتفاع درجة حرارة الطفل له إيجابيات وسلبيات؛ فدرجة الحرارة العالية تساعد الجسم في مقاومة الميكروبات ولكن في بعض الأحيان قد تسبب عدم ارتياح للطفل.
من المهم معرفة متى يجب الذهاب إلى الطبيب، علاج الحرارة في البيت أو الاكتفاء بمراقبة الحرارة دون علاج.
لا يوجد حاجة للخافض إذا كانت درجة الحرارة الشرجية أقل من 39 في الأطفال أكبر من 3 شهور إذا كانو لا يعانون من أمراض مزمنة ولا يوجد لديهم انزعاج أو أعراض شديدة، ولكن يجب مراقبتهم عن طريق قياس درجة الحرارة بشكل دوري.
في ما يلي بعض الحالات التي تحتاج إلى تقييم الطبيب:
*وجود تشنجات حرارية (التشنجات الحرارية تعني التشنجات في الأطفال من 6 شهور إلى 6 سنوات مع درجة حرارة أكثر من 38).
* تكرار درجة الحرارة لمدة 7 أيام حتى وإن استمرت كل يوم بضع ساعات فقط.
* حرارة مع أمراض مزمنة مثل أمراض القلب، السرطان أو فقر الدم المنجلي.
* حرارة مع طفح جلدي جديد.
لا، عادةً ما يصاحب ارتفاع درجة الحرارة أعراضاً أخرى مثل التعب الشديد أو الجفاف وتستلزم زيارة الطبيب والمراقبة الحثيثة للطفل مع أنَّ حرارته ليست مرتفعة بشكل كبير. وفي ما يلي الأعراض التي تتطلب الذهاب إلى الطبيب.
تساعدُ خافضاتُ الحرارة على تقليل انزعاجِ الطفل وخفض الحرارة من درجة إلى درجة ونصف، ويتمّ حسابُ الجرعة من قِبل الطبيب حسب الوزن وليس العمر.
يجب الحذر عند استخدامها مع أدوية الرشح لأن بعضها يحتوي على خافضات أيضاً مما قد يؤدي إلى أخذ جرعة أكبر من اللازم.
خافضُ الحرارة الأشهر ولهُ عدّة أسماء مثل: (ريفانين، أدول، بانادول، باندا أو دولوسيت). يمكن استخدامُه في الأطفال أكبرَ من 3 شهور ويعدّ من الأدوية الآمنة.
يمكن استخدامُهُ حسبَ الحاجةِ كلّ 4 إلى 6 ساعات، ويجب أن لا يزيد الاستخدام عن 5 مرّات فقط خلال 24 ساعة.
لا يجوز استخدامُه في الأطفال أقل من 3 شهور إلّا بمشورة الطبيب.
الأسماءُ التجاريّة المشهورة (پروفن، ايبوجيسيك) يمكن استخدامه كلّ 6 ساعات في الأطفال أكبر من 6 شهور فقط.
يُوجد الكثيرُ من الأبحاثِ والآراء حولَ قُدرةِ استخدام الأهل لهذه الطريقة بشكل آمن في البيت، والتي تعدُّ أكثر فعاليّة من استخدام دواء واحد؛ لذلك لا يجب استخدامُها إلّا في حالات خاصّة وبعد استشارة الطبيب.
ممنوعٌ في الأطفال أقلَّ من 18 سنة؛ لخطرِ حدوث مضاعفات نادرة ولكنّها خطيرة ومُهدّدة للحياة.
ارتفاعُ الحرارةِ يزيدُ من خطرِ حدوثِ جفافٍ في الأطفال، خصوصاً إذا رفضَ الطفلُ الأكلَ والشُّربَ بسبب المرض؛ لذلك شربُ السّوائلِ مهمٌّ في الوقايةِ من الجفافِ. وفي حالِ امتناع الطفل عن شُرب أيِّ سوائلَ يجبُ طلبُ المساعدةِ الطبيّة في أقربِ وقت.
ارتفاعُ درجةِ الحرارة يجعلُ الطفلَ مُرهقاً، لذلك على الأهل تشجيعُ أطفالهم على الراحةِ قدرَ الإمكان؛ حتّى يستطيعَ الجسمُ التّعافيَ بشكلٍ أفضل.
مسحُ جسم الطّفل بالماء متوسّط الحرارة (30 درجة تقريباً)؛يساعدُ في فقدانِ الحرارةِ بشكلٍ سريع ولكن لمدة قصيرة. لذلك لا يُفضَّل استخدامُهُ بشكل روتينيّ إلّا إذا كان هناك حاجة لخفض الحرارة بشكلٍ سريع أو أنَّ الاستجابة للخافض قليلة.
مسحُ كاملِ الجسم بالماء عن طريق اسفنجة مبلّلة أفضل من مغطس الماء؛ لأنَّ تبخّر الماء حاملاً معه الحرارة يزيد من فقدها وأحيانا يكون المغطس غير مريح للأطفال.
استخدامُ ماءٍ درجةُ حرارتِهِ أقلُّ من 30 درجة يؤدّي إلى فقدِ الحرارةِ بشكلٍ أسرع، ولكنَّه قد يكون مزعجاً للطفل.
يجبُ تجنّبُ استخدامِ الكحول (السبيرتو) مع الماء؛ لأنه قد يؤدّي إلى تسمّم الطفل.
لا يوجد دليل علمي قوي يؤكد هذا الاعتقاد الشائع بين الناس، لكن لا يمكن نفيه بشكل قاطع، مع التأكيد على أنّ درجة الحرارة أكثر من 38 لا يمكن تبريرها بظهور أسنان جديدة ويجب البحث عن سبب آخر.
تغطية الأطفال أقل من 3 شهور بالكثير من الملابس قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته بشكل بسيط، لكن درجة الحرارة 38.5 أو أكثر لا يجب تبريرها بهذا السبب ويجب البحث عن سبب آخر لها.
نعم وتعتبر من أشهر أسباب ارتفاع درجة حرارة الأطفال من 3 شهور إلى 3 سنوات (بعد استثناء العدوى) ويعتمد على نوع التطعيم وقد يصاحبها طفح جلدي في بعض الأنواع.