وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر مارس 2019 على حقن وريدية لدواء "الروكسانولين" أو المسوق بالاسم التجاري"زورليسو" لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة وهو الدواء الأول الذي توافق عليه الإدارة لعلاج هذه الحالة بشكل خاص.
اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة خطيرة و تكمن خطورتها بأنها قد تكون مهددة للحياة عندما تكون شديدة. و قد تتعرض النساء المصابات لأفكار حول إيذاء أنفسهن أو إيذاء أطفالهن. ويمكن أن يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة أيضاً في العلاقة بين الأم ورضيعها. "هذه الموافقة تعتبر أول موافقة لدواء يُستخدم لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة مما يزود بخيار علاجي جديد مهم"، هذا ما قاله تيفاني فارشيون، المدير التنفيذي لقسم منتجات الطب النفسي في مركز تقييم الأدوية والأبحاث التابع لإدارة الأغذية والعقاقير .
بسبب المخاوف من الأعراض الخطيرة، بما في ذلك التخدير المفرط أو فقدان الوعي المفاجئ أثناء أخذ العلاج، فإنه قد تمت الموافقة على دواء "زورليسو" باستراتيجية تقييم المخاطر والتخفيف (REMS) وهي متاحة فقط للمرضى من خلال برنامج مقيّد بتواجد المريض في مرافق رعاية صحية معتمدة حيث يمكن لمقدم الرعاية الصحية مراقبة المريض بعناية.
يُشار إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة اكتئاب تحدث بعد الولادة إلّا أنّ الأعراض يمكن أن تبدأ أثناء الحمل. و كما هو الحال مع أشكال الاكتئاب الأخرى فإن المريضة تعاني من أعراض كالحزن و / أو فقدان الاهتمام في الأنشطة التي اعتادت الاستمتاع بها إضافة إلى قدرة منخفضة على الشعور بالسعادة وقد تظهر عليها أعراض مثل الضعف الإدراكي أو الشعور بعدم القيمة أو الشعور بالذنب أو حتى التفكير بالانتحار .
دواء "زورليسو" سيكون متاحاً فقط من خلال برنامج مقيد يسمى )زورليسو REMS ) والذي يتطلب إعطاء الدواء من خلال مزودي الرعاية الصحية في مؤسسة رعاية صحية معتمدة. ويتطلب برنامج REMS) ) أن تكون المريضات مسجلات في البرنامج قبل إعطاء الدواء.
يتم إعطاء دواء "زورليسو" من خلال الحقن الوريدي لمدة 60 ساعة (يومين ونصف). مع المراقبة الشديدة للأعراض التي قد تنتج من العلاج و يجب أن يرافق المرضى أطفالهم أثناء تلقي العلاج إضافة لضرورة عدم قيادة السيارة أو تشغيل الآلات أو القيام بأنشطة خطرة أخرى حتى تختفي مشاعر النعاس من العلاج تماماً.
يُشار إلى أنه تم إظهار فعالية "زولريسو" في دراستين سريريتين لمشاركات تلقّيْن الحَقْن الوريدي لمدة 60 ساعة و مشاركات أخريات تلقّيْن العلاج الوهمي، حيث تمت متابعتهم لمدة أربعة أسابيع و شملت إحدى الدراسات المريضات اللواتي يعانين من حالة شديدة من اكتئاب ما بعد الولادة و الأخرى للواتي يعانين من حالة متوسطة من اكتئاب ما بعد الولادة، وكان المقياس الرئيسي في الدراسة هو التغيُّر في أعراض الاكتئاب كما تم قياسه بواسطة مقياس تصنيف الاكتئاب وقد أظهر "زورليسو" تفوقاً على العلاج الوهمي في تحسين أعراض الاكتئاب في نهاية جلسة الحقن الويدي وقد لوحظ أيضاً تحسّن في أعراض الاكتئاب في نهاية فترة المتابعة التي امتدت إلى30 يوماً.
تشمل ردود الفعل السلبية الأكثر شيوعاً التي أبلغن عنها المريضات اللواتي عولجن باستخدام "زورليسو"في التجارب السريرية: النعاس، جفاف الفم، فقدان الوعي و الحرارة الناتجة عن تدفق الدم للوجه. يُشار إلى أن على مقدمي الرعاية أحياناً أن يقوموا بتغيير استراتيجة العلاج، فقد يضطروا لوقف العلاج للمريضات اللواتي تصبح أعراض الاكتئاب عندهن أكثر سوءاً أو اللواتي يعانين من أفكار أو سلوكيات انتحارية ناشئة .